مقالات

الكويت.. عنوان التسامح

ليست غريبة رعاية سمو الأمير «القائد الانساني» احتفال اليوم العالمي للتسامح الذي ستنظمه الجمعية الكويتية للاخاء الوطني، هذا الاحتفال الذي يأتي في عز حاجة العالم الى اشاعة المحبة والتسامح بين شعوب العالم.

هذه الرعاية تأتي لتعكس اهتمام سمو الأمير باشاعة السلام والمحبة بين الشعوب، ونشر بذور الخير في العالم لتثمر مبادئ وقيما تتربى عليها الأجيال.
كما ان مبادرة الجمعية الكويتية للاخاء الوطني التي تضم مختلف اطياف المجتمع الكويتي،تأتي لتؤكد المعدن الحقيقي للشعب الكويتي الذي جبل على حب الخير للجميع، ونبذ الطائفية وكل الأفكار المتطرفة.

ولاشك ان اعلان الأمم المتحدة هذا اليوم، يوما عالميا للتسامح، دليل على وعي العالم لخطورة التطرف الذي قسم الشعوب والمجتمعات الى معسكرات تتناحر فيما بينها، وحوَّل التداخلات الجغرافية الى ساحات لاراقة الدماء، وهدر كل القيم الانسانية الجميلة.

ولعل من حسن الطالع ان يأتي التكليف «الصائب» لوزيرة الشؤون الاجتماعية والعمل هند الصبيح لتمثيل سمو الأمير في الاحتفال، فهي الوزيرة المعنية بمراقبة الجمعيات الخيرية والتأكد من التزام هذه الجمعيات بالعمل ضمن الاطار الانساني الذي ينسجم مع الدور الذي تلعبه الكويت كمركز للعمل الانساني، وعدم السماح بتحويل الأموال والمساعدات الى اسلحة للقتل واراقة الدماء، فضلا عن دور ومسؤولية الوزيرة في اعداد الدراسات والحلول لكل الآفات الاجتماعية، واطلاق البرامج والمشاريع التي تسهم في تنمية النشء وفقا لمعايير التربية الانسانية السليمة.

احتضان الكويت لمثل هذه المناسبات العالمية ليس بالأمر السهل، بل هو مفخرة تستدعي من جميع الجهات الرسمية والأهلية العمل على ازالة كل الشوائب التي تعكر سجل الكويت الانساني، والقضاء على كل المظاهر التي تخالف النهج الوسطي المعتدل الذي سارت عليه الكويت.

ولا تكفي تباشير الخير التي يطلقها بعض الوزراء، مثل وزير العدل يعقوب الصانع الذي اعلن عن قرب اصدار قانون لنبذ التطرف ونشر الوسطية، بل يجب ان يعجل الوزير بتطبيق القانون وتحويله الى واقع ملموس، ليبقى نقطة بيضاء تحسب للوزير، وصمام امان يحفظ البلد من الآفات الفكرية التي باتت تنخر في اوساط المجتمع خصوصا بين فئة الشباب، الذي بات يستقي افكاره من وسائل التواصل الاجتماعي الخارجة عن رقابة الدولة.

وقبل ان ندعو الآخرين الى التسامح علينا ان نبدأ بأنفسنا، وان نطلق مبادرة لتصفية النفوس ولتصفية اجوائنا الداخلية وازاحة الخلافات، وان نحث الحكومة على ان تفتح ابوابها امام الحوار مع المعارضة لعمل مصالحة وطنية مبنية على اسس وأهداف منطقية وواقعية، لتكون الكويت فعلا عنوان التسامح، وأن نعمل ايضا على انجاح المصالحة الخليجية، ودعم كل جهد يطوي صفحة الخلافات ويعيد هذه المنظومة الى سابق عهدها.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.