الحزب النازي و الاقتصاد الكويتي
البداية كانت من الحرب ( العالمية الأولى ) عندما انهزمت ألمانيا انطلق تأسيس الحزب النازي و هو الوريث لحزب العمال الألماني .. و أحد أسباب قيام هذا الحزب هو خسارة الدولة في الحرب العالمية و السبب الآخر هو توقيع معاهدة فيرساي التي قيدت ألمانيا عسكرياً و ( اقتصادياً ) .. وهنا الأهم وهو الجانب الإقتصادي حيث كانت إحدى فقرات المعاهدة أن تتحمل ألمانيا مسؤلية الحرب وتدفع تعويضات مالية للدول المتضررة وكان المبلغ تقريباً 269 مليار مارك ألماني وتم تخفيض هذا المبلغ بعد ذلك إلى 132 مليار مارك فما كانت إلا ديون كبيرة أرهقت الكيان الإقتصادي للألمان و من هنا بدأ طريق الحرب العالمية الثانية عندما انتشر نفوذ النازية بسبب سوء ادارة حكومة ( فيمر ) حيث كان الحزب النازي ينادي برفع الاقتصاد الألماني من الحضيض من خلال تأميم الاقتصاد .. وبعيداً عن التفاصيل تسيّد هذا الحزب الدولة وبدأت مرحلة الانتقام بالحرب العالمية الثانية حتى انتهت بنهاية زعيمهم ( هتلر ) ودخلت ألمانيا تحت عقوبات دولية جديدة كبّلت الدولة عسكرياً واقتصادياً !! وما كانت هذه الأزمات إلا طريق لبناء أعظم الدول الإقتصادية بالعالم بل ونقطة تحول جبارة في العالم الإقتصادي وهي جمهورية ألمانيا الاتحادية .
الأزمات في إيطار مفهوم الإنسان الواعي صحوة لتحقيق العظمة .. فنلاحظ كيف غيرت الأزمة الإقتصادية التاريخ الألماني وصاحبه تغير في العالم أجمع !!
الكويت دولة مرّت بالعديد من الأزمات والغريب أننا لا نتعض إلا بوقوع كارثة والصحوة مؤقتة والدليل الغزو العراقي درس لم نتعض منه كدولة !
دولة صغيرة بحجم الكويت وكبيرة بثروتها النفطية لأكثر من ٥٠ عام لم يستغل هذا الخير الوفير ببناء دولة اقتصادية مبنية على عدة مصادر للدخل !! إذ لازالت العقول فاقدة للوعي بسبب سكرات البترول والآن بدأت صرخات الصحوة نحو تهالك جسد الاقتصاد الكويتي المعتمد على مصدر دخل واحد رئيسي فقط وهو البترول !! والغريب في الموضوع تخرج لنا الحكومة بتصاريح متناقضة .. الترشيد لأن السكين وصلت العظم .. وآخر يقول الأمور بخير ! تناقض غريب و يبقى السؤال إلى متى والبترول هو عمود الفقري للإقتصاد الكويتي ؟ بل أين هم نواب الأمة من هذه الأحداث ..؟
من غير المعقول أن يكون مستقبل الوطن وأجياله مرهون بأسعار النفط فالجسد الإقتصادي أصبح ثقيلاً على العمود الفقري الذي قد ينكسر بأي لحظة فتصاب الكويت بشلل ..
الإصلاح الإقتصادي أولوية قبل وقوع الكارثة .. فعندما تقرأ التاريخ تجد أن الإقتصاد عامل مهم في تغيير المستقبل .. فمع تهاوي أسعار النفط لا ردود أفعال مسؤولة تعطي مؤشر بجدية انقاذ مستقبل الكويت !
عبدالله ناصر بهمن