مشايخ مش ولابد
لا يجب أخذ الدين إلا من شيخ دين جليل، عالم دارس ومتمكن من علمه، صاحب مبادئ ثابتة، لا يتقلّب على بطنه وظهره حسب مسرى الرياح واتجاهاتها وقوتها، والقبضاوي أسطع وأحسن مثال على ذلك.هذا العجوز الخرف يفتي بالشيء ثم ينسى ويفتي بضده بعد حين، ويقول الشيء ثم ينسى ويقول عكسه بعد فترة، ويطلق الرأي ثم يفضي بنقيضه بعد زمن.قال عن الجهاد ضد اليهود المحتلين في فلسطين انه لا يجوز، ولماذا لا يجوز يا سيد قبضاوي، لأن الله يختبر صبر أهلها، وماذا عن الوضع في سورية، هل يختبر الله صبر أهلها أيضا؟، لا طبعا، القتال واجب في سورية، ويجب ان تجتمع الأمة كلها لاسقاط بشار المجرم.طيب وماذا عن حديثك الطيب الذي قلته عن الرجل حين سافرت اليه بنفسك للتوسط لبعض جماعتك من الشخصيات الإخوانية السورية المنفيّة خارج بلادها، وماذا عن ذلك المدح والكلام الكبير عن قيامه بايواء أفراد جماعة حماس، وتوفير الحماية والرعاية لهم في نفس الوقت الذي يقوم فيه باقي العرب بمحاربتهم خدمة لاسرائيل، وأن هذا الفعل وحده يكفيه، ماذا عن كلامك ذاك، هل ننقعه ونشرب ماءه، واذا رضينا بشرب نقيع ذلك الكلام الذي ربما قلته في لحظة عاطفية جياشة تغلبت على مشاعرك وأحاسيسك.اذا كنت يا قبضاوي رجل دين نزيهاً وأميناً وتخشى الله سرا وعلانية، كيف تزور رئيسا كالعقيد معمر القذافي، وتذهب اليه في بلده وهو من هو، وتلتقط الصور التذكارية معه، وتتحدث عنه وكأنه المهاتما غاندي فهو الرجل العاقل وصاحب الفكر، وكالعادة تلحس كلامك وتدعو لمحاربته وقتاله حين يكون في ذلك مصلحة لجماعتك من الاخونجية.نعرف ان كل انسان يركض وراء مصلحته ولكن ليس كل انسان ولا أي انسان، وعيب جدا ان يصدر كل هذا التخبط ممن يرتدي عمامة الدين، دع عنك كونه نفاقا لا يتناسب بشخص رجله والقبر.يبقى القول ان القتل في جميع الأديان حرام، وهو في الاسلام كبيرة من الكبائر فما بالكم بمن يقتل أخاه المسلم، وما بالكم بمن يدعو لذلك بل ويشجع عليه خاصة من يدعي لنفسه الورع والتقوى والتدين كذلك القبضاوي الذي لم يجد بأسا في الدعوة لقتال الجيش الليبي والجيش المصري والجيش العراقي وهم العرب والمسلمون.ما الذي يفعله هذا الرجل الذي يشعرنا بأنه جالس في أرجوحة مرة طالع ومرة نازل، مرة عنده الشيء حلال، ومرة يرى أنه حرام، تارة يعتبر الأمر جائزاً ومقبولاً، وطورا يراه غير جائز ومرفوض، حسنا جميلا هنا، سيئا قبيحا هناك، مخلوق لا يكاد يستقر على حال، ولا أظن الا أنه سيتوه، ولن يعرف نفسه لو هداه الله واستقر على رأي واحد.هذا الرجل آفة دين وليس رجل دين واستمرار وجود من هم على شاكلته في بلادنا بالتأكيد لن يفضي الى خير.
عزيزة المفرج
almufarej@alwatan.com.kw