داعش.. حرب الدعاية بوسائل تكنولوجية فائقة
تماما مثلما يستخدم تنظيم الدولة أحدث أنواع الأسلحة في الحرب التي يخوضها بالمنطقة، فهو أيضا يستخدم أحدث الأدوات والتقنيات الإعلامية في حرب دعائية من نوع خاص.
فقد أظهر الشريط المصور الأخير لتنظيم الدولة (داعش)، استعراضا جديدا للقوة، ولكن الاستعراض هذه المرة جاء بأحدث تقنيات التصوير المتاحة، والمؤثرات التي تتطلب عينا ويدا خبيرتين.
الشريط الذي اختتم بصورة رأس الرهينة الأميركي، بيتر كاسيغ، في رسالة لا تخلو كالعادة من الدموية المفرطة، ظل لمدة 16 دقيقة يمجد إنجازات التنظيم.
وخرج الشريط بوجوه عديدة تقف بلباس عسكري نظامي خلف ضحاياهم، استعدادا لذبحهم، ليظهر وكأنه دعاية لفيلم رعب أو إثارة، خاصة بعد نقله لصور حقيقية بمؤثرات صوتية، وأخرى صورية، وتتعدى ذلك إلى الرقمية.
أما في الجزء الخاص بالضحية الأحدث، كاسيغ، فيبدو أنه أقحم في سيناريو لم يكن مخصصا له أصلا. وبتحليل بسيط لمحتوى الشريط الأخير يظهر الاختلاف الواضح عما سبقه من أشرطة.
فلم يكن الرهينة الذبيح محور الشريط، ولم تظهر عملية ذبحه كسابقيه، ليعزز ذلك التكهنات حول مصرعه قبل قطع رأسه.
ولم يحافظ الشريط على وحدة الموضوع ليدفع ذلك للاعتقاد بأنه أعد على عجل، لإيصال رسالة من التنظيم الذي يرزح تحت ضربات التحالف.
وكشف الشريط لأول مرة عن وجوه أعضاء التنظيم سافرة دون قناع، كما اختلفت زوايا التصوير فنيا عن الأشرطة السابقة، مع تحسن بنوعية التسجيل والمؤثرات.