مقالات

مملكة البحرين.. والبرين!

سامي النصف
كنت قبل أيام قليلة ضيف شرف على معهد البحرين للتنمية السياسية في المملكة التي تشهد نهضة شاملة وتنمية مستدامة لا تتوقف حتى انها احتلت حسب أرقام صندوق النقد الدولي لعام 2013 المرتبة 11 في الدول الأعلى دخلا في العالم رغم صغر المساحة ومحدودية الثروات الطبيعية، وهو ما يدل على الحكمة في الإدارة، كما احتلت مملكة البحرين مرتبة متقدمة في جداول منظمة الشفافية الدولية، وهو ما يدل على حكمة أخرى في صرف الموارد.

****

ولدى مملكة البحرين ظاهرة فريدة تميزها عن الدول الأخرى، وهي انك عندما تزورها تجدها قد كبرت واتسعت بسبب عمليات استرداد الأراضي من البحر حتى إنني ذكرت في مقدمة كلمتي الافتتاحية أن بلدكم العزيز على قلب كل كويتي لا ينسى لكم قيادة وشعبا وقفتكم التاريخية من الغزو، يمكن تسميته «مجازا» ببلد البحرين والبرين كذلك، أي البر التاريخي القديم والبر الجديد المسترد من البحر.

****

وعملية التنمية السياسية التي أنشأت لها مملكة البحرين معهدا فاعلا يشرف على أعماله مجلس أمناء يرأسه مستشار الملك لشؤون الإعلام أ.نبيل بن يعقوب الحمر، لو عمل بمثله في بلداننا العربية الاخرى كحال لبنان والصومال واليمن وليبيا وغيرها من ديموقراطيات عربية قديمة وحديثة، لما عصفت بهم الحروب الأهلية المدمرة والأزمات السياسية الخانقة، فسبعون عاما من التجربة الديموقراطية دون تنمية سياسية كحال لبنان قد تعني تجربة عام من العمل السياسي السيئ مكررة 70 مرة، فمرور الأعوام في ذاته لا يغير شيئا.

****

ومما ذكرته في الورقة التي قدمتها للمنتدى أن هناك ظواهر تسيء الى ثقافة الاختلاف في منطقتنا العربية والإسلامية، منها شيطنة الطرف الآخر بحيث يستحيل التفاهم معه، واعتبار الحلول الوسط تهاونا وخيانة، والقراءة الخاطئة لتعليمات ديننا الحنيف وكذلك لأحداثنا التاريخية، وخلقنا لعداوات دائمة لدول مؤثرة في العالم كالولايات المتحدة، رغم أننا لم نعان كما عانى اليابانيون والألمان والفيتناميون ممن لا يحملون العداء نفسه، وظاهرة الانفعال الشديد وتغيب العقل والحكمة عند وقوع الأزمات الكبرى وغيرها من ظواهر سلبية عديدة وفريدة تضمنتها الورقة المنشورة على موقع المعهد.

****

آخر محطة: (1) الشكر الجزيل لرئيس مجلس أمناء المعهد وللأمناء وللإخوة في الجهاز التنفيذي د.ياسر العلوي وأ.خالد الخياط، ولجميع العاملين والمنظمين في معهد البحرين للتنمية السياسية على حسن الاستقبال ودقة التنظيم التي قاربت حد الكمال، راجين لهم التوفيق في مسعاهم الحثيث لنشر الوعي السياسي في وطننا العربي الغائب عن الوعي.. السياسي!

(2) نحتاج في ديموقراطيتنا العربية القديمة منها والحديثة إلى إنشاء معاهد تنمية سياسية توعي القادة والشعوب بأساسيات العمل السياسي كي نمنع بالتبعية الحروب التي نشهدها في دول يفترض أن تكون الممارسة الديموقراطية قد حالت دون ما نشهده من اقتتال أهلي وقتل وتدمير وإلا.. فما فائدة ديموقراطية لا تعلم أبجديات أدب الاختلاف؟!

samialnesf1@hotmail.com

salnesf@

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.