مقالات

ناخذ ونخلي، شنسوي بعد!

م يعد الموضوع ينفع، وطالما ان يد الحكومة مرفوعة عن حماية ورعاية مصالح الشعب، والدفاع عنها كما ينبغي، لم يبق الا ان ندافع عن حقوقنا بأيدينا، ونرعى مصالحنا بأنفسنا، وأتحدث هنا تحديدا عن الغلاء المبالغ فيه في أسعار السلع الذي صار يلتهم رواتبنا كوحش جائع لا يشبع. ارتفاع الأسعار خاصة في السلع المهمة والأساسية أصبح أمرا مستفزا ومزعجا، فلم يبق شيء لم يرتفع سعره – أحيانا بلا مبرر – فسعر صندوق الطماطم الأردني كان معقولا، وفجأة تقفز أسعاره لأن صناديق الطماطم الكويتي نزلت للساحة بأسعار مرتفعة، وها هي البطاطس والباذنجان والكوسة تراجع نفسها لكي تتسلق السلم حتى أعلاه هي الأخرى.

المصيبة ان المزارعين الكويتيين يريدون منا تشجيعهم بشراء سلعهم، ويخرجون علينا بلقاءات وبيانات اذا حدث أمر ما يقلل أرباحهم، وحين نفعل ما يريدون ونشتري منهم يطمعون، ويرفعون سعرها للسماء مع أنهم لم يتكلفوا شيئا زيادة فالأرض موجودة، والسماد رخيص، والعاملون في مزارعهم كما هم لم يتغيروا، والماء والكهرباء تقريبا ببلاش.الطماطم أو (القوطة المجنونة) ليست الوحيدة التي أنكرت العشرة، وصعدت لأعلى السلم واللي عايزني يا حبيبي يجيبني، فالخيار كذلك فعل المثل، والاثنان عضوان مهمان من أعضاء المائدة يصعب الاستغناء عنهما، ما يجعلنا نوفر في المواد التي لن يضرنا في شيء الانقطاع عنها كالفراولة على سبيل المثال، فصحيح أنها حلوة ومزيونة ولكن غير مقبول ان يرتفع سعر العلبة الصغيرة التي كنا نأخذها بـ 440 فلسا الى 1.350، فلنودعها اذن، ومو ضروري نأكل فراولة ومن هم على شاكلتها من أصناف غالية.

تلك المقاطعة يجب ان تمتد لتشمل كل سلعة المبالغة واضحة في سعرها خاصة اذا وجد البديل لها، وصدقوني وعن تجربة، بعض تلك البدائل جيدة جدا، ولكن الدعاية القاصرة لها هو ما يجعلها غير معروفة أو غير مرغوب فيها.من ناحية أخرى علينا ان نتوقف عن المبالغة في الشراء كما كنا نفعل في الماضي فلا داعي لشراء 3 او 4 درازن موز سوف يفسد نصفها قبل ان نأكله، ولا مبرر لملء عربة الجمعية بزجاجات العصائر، وأكياس الحبوب، وكراتين المعلبات التي على الأغلب سنرميها بعد ان تنتهي صلاحية استخدامها. علينا ان نغير من الطباع التي اعتدنا عليها وتستنزف منا مالا، ووقتا، وجهدا ونحن نشتريها ونخزّنها، دع عنك سرقة بعضها على أيدي الخدم، شركاؤنا في المنزل.في بلدنا التجارة حرة، بالتالي لن تجد الحكومة نفسها مضطرة للتدخل وتخفيض أسعار السلّع، فتوكلوا على الله، وضبطوا نفسكم بنفسكم، هذا اذا بغيتوا الراتب يكفيكم لي راس الشهر.

عزيزة المفرج
almufarej@alwatan.com.kw

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.