مقالات

السكين وصل العظم بسبب الفساد

باسل الجاسر

تعتقد حكومتنا الرشيدة ومعها الكثير من المواطنين أن السكين وصل للعظم بسبب انخفاض أسعار النفط، وأن الأمر يتطلب التصدي من خلال إعادة النظر في الدعومات التي تقدمها الدولة للمواطنين وهذا غير صحيح بالقطع، لأن السكين وصلت لعظم الوطن ليس بعد انخفاض أسعار النفط وإنما قبله وكان هذا بسبب سوء الإدارة والفساد المستشري في معظم أركان وزوايا الدولة ووزاراتها ومؤسساتها..ولاحول ولا قوة إلا بالله.

ولكي لا أتهم بالمبالغة أو التجني فإنني سأستعين بمعلومات أدلى بها النائب السيد عدنان عبدالصمد في لقاء تلفزيوني بث مساء الأحد الماضي، حيث قال إن الهدر الموجود في موازنة الحكومة يستحق استجواب جميع الوزراء ورئيس الوزراء.. وبين أن مستشار غير كويتي مرتبه الشهري 5500 دينارا ويحصل على أكثر من 90 ألف دينار سنويا نظير مشاركته في لجان وما شابهه..؟

وأضاف بأن قياديي الدولة (وزير وكيل وكيل مساعد) وما أكثرهم لدينا فمعظم الوزارات والمؤسسات فيها ما لا يقل عن سبعة وكلاء مساعدين، وهم يحصلون على رواتب عالية وامتيازات من سيارات وخلافه ومكافأة سنوية، وفوق كل هذا يحصل بعضهم على 190 ألف دينار سنويا نظير المشاركة في لجان وأعمال بعد وقت الدوام الرسمي والغريب أن كل هذا الهدر يحسبونه على الباب الأول بالميزانية أي باب المرتبات.

وأكد النائب عبدالصمد أن الحكومة تقدم الكهرباء المدعومة لمؤسسة البترول الوطنية بأكثر من 450 مليون دينار سنويا وتحسبه ضمن الدعم المقدم للمواطن في الوقت الذي تبيع مؤسسة البترول الوطنية الوقود المستخدم في إنتاج الكهرباء للحكومة بالأسعار العالمية.

والأهم والأخطر بل والأنكى من كل هذه المعلومات المؤلمة أن هناك شيئا بسيطا جدا يتمثل فيما هو موجود بالفعل في ميزانية الدولة من هدر وتسيب وتبديد المال العام جراء الفوضى «والخمبقان» الموجود بالميزانية والحساب الختامي ولكن للأسف كله سيمضي وستتم الموافقة عليه ودون تقويم أو حساب.. ولاحول ولا قوة إلا بالله.

وكل هذه المصائب التي تنهال على وطننا وأهله وحاضرهما ومستقبلهما وقعت ومازالت تقع قبل انخفاض أسعار النفط، وحدثت وسيحدث أمثالها وأضعافها بسبب الفساد وسوء الإدارة وضياع الحيلة، والأهم غياب الرقابة (النيابة) التي أضحت في جيب الحكومة فيما بات يشعرنا كمواطنين بفقدان الأمل والإحباط التام، فلا شيء يبشر أو نعول عليه لإصلاح حال وطننا إلا برحيل هذه الحكومة ورحيل هذا المجلس العاجز عن تقويم وتصويب أداء الحكومة.. فهل من مدكر؟

baselaljaser@hotmail.com

@baselaljaser

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.