أهم الأخبارمحلي

رئيس الوزراء: الضمانة الاساسية لدول مجلس التعاون تكمن في وحدة مواقفها

أكد سمو الشيخ جابر مبارك الحمد الصباح رئيس مجلس الوزراء أن الضمانة الاساسية لدول مجلس التعاون لدول الخليج العربية تكمن في وحدة مواقفها خصوصا في ظل التحديات الاقليمية “المخيفة والخطيرة”.

وشدد سمو رئيس مجلس الوزراء في لقاء مع صحيفة (الراي) المحلية الصادرة اليوم على أن ما يجمع دول مجلس التعاون الخليجي أكثر بكثير مما يفرقها انطلاقا من المصلحة المشتركة بشكل أساسي فضلا عن التاريخ والعلاقات المشتركة.

وأعرب سموه عن التقدير الكبير للتحركات الدؤوبة “التي قام بها صاحب السمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح التي أدت الى جملة انفراجات خليجية لمعالجة غالبية الملفات التي كانت موضع خلاف في الأشهر الماضية”.

وأضاف أن سمو أمير البلاد “حمل خلال جولاته وتحركاته في قلبه وفكره أمانة الحفاظ على الكيان الخليجي من الجرح والخدش وما قد يكتنفه من مخاطر تطيح بكل المكاسب التي تم تحقيقها خلال السنوات ال 30 الماضية”.

وبشأن الاختلافات بين دول المجلس أوضح سمو الشيخ جابر المبارك أن من الطبيعي أن تكون هناك اختلافات في وجهات النظر داخل البيت الواحد ومن هنا قامت الكويت ممثلة بسمو أمير البلاد بجملة تحركات لتقريب وجهات النظر بين الجميع أدت الى جملة انفراجات ليس على مستوى التمهيد للقمة الخليجية المقبلة في العاصمة القطرية الدوحة فحسب بل على صعيد معالجة غالبية الملفات التي كانت موضع خلاف في الأشهر الماضية.

ولفت الى أن غياب هذه الوحدة “يعرضنا الى الكثير من العواصف ويجب أن تكون رؤانا متفقة على الحدود الدنيا من القرارات التي تمكننا من مواجهة ما يحدث حولنا وما يخطط لنا”.

وأضاف في هذا الصدد “نواجه تركيبة غريبة عجيبة من التحديات فهناك من يرى مصلحته في هز استقرارنا ..وهناك من يعتبر أن تصدير مشاكله الى الخارج يحميه..وهناك من يريد استخدام المنطقة ورقة في ملف العلاقات مع العالم..وهناك من يظن أن تغيير وقائع سياسية يسمح له بمد نفوذه..وهناك من يستخدم ورقة التطرف لحرق الآخرين وهو يجهل أن النار ستمتد إليه”.

وأشار سمو رئيس مجلس الوزراء الى أن “التطرف ليس بيئة وافدة بل هو بيئة قائمة أيضا..قد تكون أقلية جدا من مختلف الانتماءات متطرفة..لكنها موجودة ويجب ألا ندفن رأسنا في الرمال”.

وبين أن التحديات الخارجية لا تستدعي الحذر واليقظة فحسب بل رفع درجة الانذار على كل الصعد أمنيا وسياسيا واجتماعيا وفكريا وانسانيا “وأقول بكل صدق إن هذه التحديات لن ترأف بأحد”.

وبسؤاله عن اشتراك الكويت في التحالف الدولي ضد تنظيم الدولة الاسلامية (داعش) قال سموه “بالتأكيد..فنحن في قلب الائتلاف ونقوم بدورنا اللوجستي والامني على أكمل وجه ونضع يدنا بأيدي أخوتنا في منظومة مجلس التعاون لأنها ضمانتنا ولان المشروع الاسود لن يميز بين دولة وأخرى حتى ولو اعتقد أحد أنه بمنأى عنه”.

وعما اذا كانت الكويت محصنة ضد “رياح المنطقة” أفاد سموه بأن الامر “يتوقف على ما نريده جميعا من جهة وعلى إدارتنا لهذه المرحلة من جهة أخرى..أنا أثق جدا بوعي الانسان الكويتي الذي يستغرب حقيقة اليوم ارتفاع منسوب الخطاب الطائفي على الخطاب الوطني..هذا أمر لم نعرفه..لم نعهده..لم نعشه”.

وذكر أن التقسيمات الطائفية وما تلاها من إمارات طائفية في المنطقة جزء من مشروع يريد إحراق الاخضر واليابس وقد حقق نجاحات كبيرة في دول أخرى “لكننا حتى الآن وبفضل من الله سبحانه وتعالى وبرؤية القيادة الحكيمة ووعي الكويتيين واعتصامهم بحبل الله والوحدة ويقظة أجهزتنا الامنية ما زلنا نقاوم وسنبقى نقاوم هذه المشاريع السوداء كي تبقى صفحة الكويت بيضاء”.

واستطرد قائلا “في الكويت قيادة قريبة من الناس بمختلف تنوعاتهم ولن أقول انتماءاتهم لان الانتماء للكويت..قيادة لم يسجل عليها التاريخ يوما أي سلوك طائفي أو انقسامي وأنا اتحدث هنا عن عقود وعقود..قيادة وضعت هما واحدا ووحيدا هو تحسين وضع المواطن الكويتي في كل المجالات حاضرا ومستقبلا ومواجهة تحديات التنمية في كل لحظة”.

وفي ما يتعلق بالجانب الامني في الكويت قال سمو رئيس الوزراء إن البلاد تنعم بالامن والامان “ليس ليقظة ضباطنا وأفرادنا في كل القطاعات العسكرية فحسب بل أيضا لان المواطن يمتلك الوعي ويحرص على بيته وأرضه ووطنه وممتلكات الدولة تماما مثل حرص رجل الامن”.

وأشار الى أن الخطر دائما موجود و”لسنا نتحدث عن أحلام إنما هذه المعادلة بين مجتمع متماسك حريص وبين أجهزة الامن هي المعادلة التي تحمي الاستقرار وتصونه” مضيفا أن “رجالنا البواسل في كل القطاعات العسكرية والامنية يعملون ليل نهار على حماية البلد والمواطن والمقيم”.

وعن الجانب الاقتصادي وتراجع أسعار النفط عالميا وما يمكن أن ينعكس سلبا على الموازنة والمشاريع قال سموه إن تراجع أسعار النفط يبعث على القلق “لكننا في الوقت نفسه نرفع مستوى الاستنفار العام لأخذ الاجراءات التي لا تجعل الامر ينعكس سلبا على كل الخطط والمشاريع ونعتمد سياسات مرنة لمواجهة التراجع ونتقدم أكثر في استكمال ما بدأنا تنفيذه”.

وأشار سموه الى أن الصورة ليست قاتمة والفارق منذ بداية العام الحالي بين السعر الفعلي لبرميل النفط وسعر التعادل مازال فائضا “ولكن هذا الامر يفرض علينا التعامل معه بواقعية مع بدء السنة الجديدة ولا بد من اتخاذ اجراءات مالية وعامة لمواكبة متغيرات أسعار النفط”.

وأوضح أن انخفاض اسعار النفط أمر متوقع كما ارتفاعها كونه سلعة يتحكم بأسعارها العرض والطلب والأحداث الجيوسياسية..”ونحن في الكويت نتفهم قلق الناس انما لا نريد أن يصابوا بالرعب نتيجة الانخفاض فقد احتطنا لمثل هذه الامور منذ زمن طويل ونوعنا مصادر الادخار والدخل واليوم أصبح ترشيد الانفاق أمرا لا بد منه مع عدم المساس بأصحاب الدخول المحدودة والمتوسطة”.

وذكر أنه تم عرض كل الاحتمالات المقبلة بموضوعية وواقعية في الاجتماع المشترك لمجلس الوزراء والمجلس الاعلى للبترول كما تم الاتفاق على خطط مواجهة هذه الاحتمالات اضافة الى اعتماد برامج تخفض التكلفة التشغيلية للنفط..وستظل الحكومة محافظة على تنفيذ برامجها التنموية بالشكل الذي يوفر أفضل الخدمات والرعاية في المجالات كافة”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.