مقالات

مواطن «الغرفة».. ومواطن «الشقة»!

قال الوزير المدعج قبل يومين، بأنه إن ضاقت علينا واحتاج الوطن، فإن المواطن مستعد أن يتخلى عن نصف راتبه…

قال الوزير والوزير صادق، فالمواطن الذي ضحى من اجل هذا الوطن بدمه لا يستكثر على وطنه نصف راتبه… ولكن يا سيدي الوزير دعنا نتحدث بصراحة اكثر:
هذا المواطن لو طالبته الان ان يضحي بنصف براتبه او بدينار من راتبه، سيتردد لسبب بسيط، لانه لا يثق بحكومة تمشي بالمقلوب، بدلا من ان تحاسب السارق تتستر عليه، وبدلا من من معاقبة المرتشي تقدمه الصفوف، وبدلا من مراقبة المستغلين لمناصبهم تغمض عينها…الشعب مستعد ان يضحي ولكنه دائما يردد عبارته «وهل يستحقون التضحية»؟!.

هذا المواطن يا معالي الوزير، لن يدفع فلسا من راتبه أتعرف لماذا؟ لانه دائما يتساءل: أين تذهب الأموال؟ مليار لمصر، نص مليار لغزة، ربع مليار للاردن، خُمس مليار لتونس، سُدس مليار لتريناداد وتوباغو، عُشر مليار لغينيا بيساو…يا معالي الحكومة الناس لا تعرف فقط أين تذهب الاموال، بل لا تعرف أين الدول التي تذهب إليها الاموال، انها غير موجودة على الخريطة، ولاهي موجودة حتى عند الاخ «غوغل».

هذا المواطن يا معالي الوزير يتساءل: لماذا تفكر الحكومة دائما بالمواطن عند المصائب وفي الرخاء لا يتذكرون غير حبايبهم الاقطاعيين والهوامير… المشكلة ليست في تصريح الوزير بل في طريقة تفكير الحكومة التي دائما تحمل المواطن مشاكلها، وتريد منه ان يحل مشاكل هي خلقتها نتيجة سفاهة تصرفاتها ومصروفاتها!.
لماذا معالي الوزير لم يصرح «عندما تحتاج الكويت سيقوم الوزراء بالتخلي عن كل امتيازاتهم، وسيتخلى النواب عن معاشاتهم وسفراتهم، وسيتخلى اهل الاقطاع عن قسائمهم ومزارعهم وشاليهاتهم، وسيتنازل اهل المناقصات والعمولات عن ارباح مناقصاتهم…»

لم يقل الوزير ولن يقول، «لانه يعرف جيدا ان الحفاي في هالبلد هم من يضحون دائما، والاقطاعيون هم دائما من يتاجرون بتضحيات الحفاي»، ولهذا لم يخاطب ابناء اهل «الغرفة»، بل من يفكر في اخر الشهر كيف يسدد ايجار«الشقة»!

جعفر رجب

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.