النائب الجيران: نبذ الإرهاب والتطرف الفكري والسلوكي شعار دولي ينقصه الكثير
صرح النائب الدكتور عبد الرحمن الجيران عضو اللجنة التشريعية والقانونية على هامش تسمية الإمارات للمنظمات الإرهابية
أوضح النائب الجيران أن نبذ الإرهاب والتطرف الفكري والسلوكي شعار دولي ينقصه الكثير ، وعلى الرغم من الجهود المتوالية ورصد الميزانيات وعقد الاتفاقيات والمؤتمرات إلا أن استفادة الغرب تظل أكبر وأكثر رسوخاً باستمرار وصم الإسلام بالإرهاب والدليل هذه القوائم التي يتم تصويرها بين حين وآخر !!
ماذا بعد تسمية هذه المنظمات ؟
أولاً : المصداقية والموضوعية تتطلب وضع معايير محددة للحكم قبل إطلاقه وخاصة لما يترتب على الحكم بالتطرف من لوازم مع وجود تُهم ملفقة يتم تداولها حتى في الإنتربول ! استمراراً للحرب الباردة بين الأقطاب !
ولا نريد أن نكون فلكاً في الفضاء يسير بمداره المرسوم بالغرب سلفاً !
ثانياً : الإمارات والبحوث العلمية :
قطعت الإمارات العربية المتحدة شوطاً مميزاً في الدراسات الإستراتيجية الأمنية والسياسية والاقتصادية وغيرها والأمر هنا لا يختلف كثيراً ولا أظن أن الاكتفاء بالتسمية بأنها منظمات إرهابية سيكون آخر المطاف أو الحلول إذ يتطلب الأمر أكثر من ذلك وحتى تتم الفائدة والهدف من هذا الإعلان .
إن تسمية هذه المنظمات ووصفها بالإرهابية المتطرفة التي تتبنى العنف سبيلاً للتغيير ، يندرج هذا التوصيف في المكتبة الإسلامية تحت باب الفِرق الإسلامية .
ولدراسة الفِرق الإسلامية كدراسة أكاديمية يتطلب الأمر ما يلي :
1- توضيح أصول منهجهم في فهم الدين .
2- إبراز أهم مخالفاتهم لأهل السنة والجماعة .
3- بيان واقعهم اليوم ومدى تأثيرهم على الناس .
4- مصادر التمويل ومن يقف وراءها ؟ لهذه المنظمات .
5- أهداف هذه المنظمات وما تسعى إليه .
وهذه وإن كانت ليست من اختصاص الدراسات الأمنية لكنها قطعاً من مستلزمات البحث العلمي والاستراتيجي وليس الإعلامي الموجّه ؟
ثالثاً : الإسلام رسالة عالمية لا تختزل بالإرهاب .
العالم الإسلامي واسع الأرجاء ولو رحنا نطوف في جميع أنحائه ابتداءً من الجالية المسلمة في أوروبا وأمريكا وكندا وأستراليا مروراً بالعالم الإسلام وأوله فلسطين وسوريا والعراق واليمن والصومال والسودان بل في معظم قارة أفريقيا والقارة الهندية وروسيا على امتدادها الواسع وإيران وتركيا لوجدنا أن ما يتعرض له المسلمون من الظلم والإرهاب والقتل والتهجير والتعذيب يشكل أضعاف المخاطر التي تمثلها هذه العصابات المجرمة الإرهابية المتطرفة التي باعت دينها للشيطان وأصبحت أداةً بيد الغرب ليعيث بهم فساداً في بلاد المسلمين
وأخيراً : الموضوعية تقتضي عدم خلط الأوراق لتصفية الحسابات أو لكي ننال رضى الغرب عنّا فمن ثبت بحقه هذه المخالفات وتم نصحه وإقامة الحجة عليه وأصر على مخالفته رغم توضيح الأشكال يمكن بعد ذلك الحكم عليه بالمخالفة والتعامل معه على هذا الأساس .
أما الانسياق التام في منظومة الغرب وسط تصريحات الزعماء أن حرب الإرهاب ستستمر سنوات طويلة تتطلب تغيير مناهج دراسية وسياسات ؟ كل ذلك وسط هلامية التعريف للإرهاب ؟ وعمومية الاتهامات هنا وهناك بلا دليل واضح ؟ لهو دليل فاضح على استمرارنا بنفس سياسة أمريكا في غوانتنامو !
وهذا معناه أننا لم نعِ الدرس إلى الآن ؟