البرلمان الإسباني يعترف بدولة فلسطين
صادق البرلمان الاسباني اليوم بأغلبية ساحقة على مذكرة اعتراف بدولة فلسطين ليصبح بذلك ثالث برلمان أوروبي يدعو إلى الاعتراف بفلسطين بعد بريطانيا وإيرلندا.
وأيد 319 نائبا من أصل 322 نائبا شاركوا في التصويت الذي أجري في ختام الجلسة البرلمانية الليلة المذكرة التي طرحتها المعارضة الاشتراكية داعية فيها الحكومة الاسبانية إلى الاعتراف بدولة فلسطين فيما رفضها نائبان وامتنع نائب واحد عن التصويت.
ورغم ان عملية التصويت غير ملزمة إلا إنها تحمل بعدا سياسيا مهما دفع السفير الفلسطيني في مدريد موسى عمر عودة وعددا من السفراء العرب المعتمدين لدى اسبانيا إلى حضور جلسة التصويت التاريخية في مبنى البرلمان بمدريد.
وأعرب وزير الخارجية الإسباني خوسيه مانويل مارغايو في مداخلة له بالجلسة عن أمل الحكومة في أن يساعد ذلك الاعلان غير الملزم على منح دفع جديد لمباحثات السلام المعطلة منذ سنوات طويلة مشددا على انها يجب أن تصب في صالح تحقيق السلام والمصالحة وتجنب وقوع أعمال عنف أخرى كما جرى في كنيس يهودي في وقت سابق اليوم.
ورحب مارغايو بدعم جميع الأحزاب السياسية لهذا الإعلان مشددا في هذا السياق على التزام اسبانيا بالتوصل إلى اتفاقات ضمن إطار الاتحاد الأوروبي لتحقيق سياسة خارجية إقليمية مشتركة.
وقال ان اسبانيا ستلتزم كعضو غير دائم في مجلس الامن الدولي اعتبارا من شهر يناير المقبل في اكتشاف سبل تحث المجتمع الدولي على دفع الحوار من أجل تحقيق السلام والأمن والازدهار في الشرق الأوسط.
من جانبها اعتبرت وزيرة الخارجية السابقة الناطقة باسم الحزب الاشتراكي المعارض وصاحبة تلك المبادرة ترينيداد خيمينيث ان الحل الوحيد للصراع في الشرق الأوسط يتجسد في اقامة الدولتين اللتين تتعايشان في سلام وأمن تاركتين خلفهما تاريخ الحرب والصراع والألم.
وشددت خيمينيث على ان الاعتراف البرلماني اليوم بفلسطين دولة ليس سوى مساهمة إسبانية على طريق إيجاد السلام في الشرق الأوسط مشددة على أنه ليس قرارا ضد أي طرف كان وإنما اعلانا لرغبة اسبانيا في دعم استئناف عملية الحوار والمفاوضات ووضع حد للعنف.
ودعت لضرورة إسراع المجتمع الدولي في أخذ الإجراءات بذلك الصدد معتبرة أن ‘الوقت بدأ ينفد’ لتحقيق دولة فلسطينية مستقلة في ضوء استمرار توسع المستوطنات الإسرائيلية بالأراضي الفلسطينية المحتلة رغم الإدانات الدولية المستمرة وتنافي ذلك مع القانون الدولي والقرارات الأممية.
وأشارت إلى ضرورة التنسيق فيما يتعلق بتلك المسألة مع الاتحاد الأوروبي لإيجاد موقف أوروبي موحد ومشترك يعزز الموقف الدولي ويشكل دافعا لتحقيق حل الدولتين وإنهاء الصراع الدامي وتحقيق السلام في المنطقة.
ودانت في ذلك السياق الهجوم على كنيس يهودي بالقدس في وقت سابق اليوم واصفة ذلك العمل ‘بالارهابي والوحشي والجبان’ والذي يهدف إلى عرقلة عملية السلام ووضع عقبات في وجه المساعي السلمية بالمنطقة.