حكاية الفاتنة.. مؤلمة!
حسن الهداد
ليلة أمس، كنت جالسا أمام التلفاز، وبيدي جهاز الريموت كنترول أبحث عن القنوات الإخبارية، إلا أن بحثي استقر على مشاهدة فيلم هندي، نهايته كانت أليمة، ومضمونه كان أقرب للواقع السياسي.
قصة الفيلم تتحدث عن امرأة جميلة تسمى بـ «الفاتنة» وثلاثة رجال أثرياء جميعهم ينتمون إلى أسرة ثرية، اسم الأول «قاهر» واسم الثاني «عنيد» واسم الثالث «قيصر» جميعهم سقطوا بفخ حب «الفاتنة» التي جاءت من قرية متواضعة، وبدأ الصراع بينهم والكل يريد الفوز بحبها والزواج منها.
فبدأت تفاصيل قصتهم مع الفاتنة واشتدت منافستهم، وكل شخص منهم حاول التخلص من الآخر كي يسلك الطريق للزواج منها، إلى أن علمت أسرتهم بشأن قصتهم الدرامية، فاجتمع كبار الأسرة ونصحوهم بضرورة الابتعاد عن هذه المرأة على اعتبار أنها فتنة والاستمرار في التحدي لأجلها قد يقتل الكل، ولكن الثلاثة لم يصغوا لنصيحة الأسرة، واستمروا في المنافسة للفوز بـ «الفاتنة».
طبعا الفاتنة كانت تعرف نقطة ضعف كل منهم، وكانت تسايرهم وتتلاعب بمشاعرهم وتوزع عواطفها المصطنعة على قلوبهم المتيمة، وهم غافلون ولا يعلمون بنواياها الخبيثة، واستغلت جنون عشقهم وضعفهم حتى كسبت منهم ثروة ضخمة، وعندما أصبحت ثرية أرسلت إلى حبيبها «راجو» الذي يقطن في قرية متواضعة خارج المدينة، برسالة تطلب منه ضرورة المجيء إلى بومباي، وعندما وصل «راجو» إلى الفاتنة، وسردت له قصتها، نصحها بالاستمرار بملاعبتهم، والتخلص منهم بإثارة الفتنة فيما بينهم أكثر مما هم عليه من حالة، فأخذت الفاتنة بنصيحة عشيقها «راجو» وبدأت مخططها، وفعلا نجحت في ذلك حتى أصبح كل واحد منهم يكيد للآخر بالقتل، فماذا حصل بعد ذلك؟
خطط «القاهر» بالتنسيق مع «الفاتنة» لأن يتخلص من «عنيد» و«قيصر» من خلال لعب دور الندم ذهابا لأسرته متأسفا، وأكد لهم أنه صحا من غفلته وقرر الابتعاد عن الفاتنة، وتمكن من إثارة الفتنة بين الاثنين، حتى وصل الأمر إلى ما لا يحمد عقباه، فقتل «عنيد» ابن عمه «قيصر» أمام «القاهر» فاستغل «القاهر» هذه الجريمة وأصبح يهدده بالإبلاغ عنه ما لم يأتمر بأمره، فما كان من «عنيد»، إلا أن خضع لتهديد «القاهر» الذي طلب منه أن يستغني عن كل ثروته لصالحه وأن يغادر مدينة بومباي ووعده بجعل الفاتنة تلحق به، فوافق «عنيد» على طلب «القاهر» ورحل بعيدا عن الأنظار وكان ينتظر الفاتنة التي أيضا وعدته بأنها ستلتحق به أينما كان، ولكن كانت مجرد خدعة للتخلص منه.
شعر «القاهر» بالنصر والارتياح عندما تخلص من منافسيه ليتفرغ لحب «الفاتنة» والزواج منها، وافقت على طلبه بشرط أن يسجل كل ثروته باسمها لتضمن حياتها معه، فوافق «القاهر» على طلبها على اعتبار أن الحب أعمى، في هذه الأثناء طلب «راجو» من الفاتنة الزواج من «القاهر» وقتله من خلال وضع السم في طعامه، وفعلا نجحت خطة «راجو» ومات «القاهر» مسموما.
وهربت الفاتنة مع عشيقها «راجو» الذي سيطر على كل الثروة وأصبحت الفاتنة مجرد أسيرة لهيمنة «راجو» وتنتهي القصة الأليمة بجملة «ومن الحب ما قتل».
العبرة.. هنا تكمن في أن «الفاتنة» قتلت الثلاثة وبالنهاية منحت ثروتها ونفسها لـ «راجو» وهكذا هو حال الكراسي في المشهد السياسي، يتقاتل كل المتصارعين من أجلها، وبنهاية اللعبة، يأتي الأشقياء ويسيطرون عليها باردة مبردة.