“الدولة الإسلامية” يسند “الجهاد الإعلامي” للنساء بقيادة السعوديات
أسند تنظيم «الدولة الإسلامية»، الدور الإعلامي الترويجي لأعماله والدفاع عنه إلى جيش من النساء تتولى فيه السعوديات دور القيادة، وأعد التنظيم ثلاثة مواقع في العراق وسوريا وليبيا لتولي هذا الأمر.
ولم يكتف تنظيم «الدولة الإسلامية» بحشد الأنصار من تجنيد الشباب، والأحداث، بل تجاوز ذلك إلى تحويل «النساء» إلى «محاربات» في الساحات الإلكترونية، والتي بدأ التنظيم فيها أخيراً بشن حرباً قوية، وتعد مواقع التواصل الاجتماعي هي ساحة الحرب لمن أسمين أنفسهن بـ«المناصرات» حتى تخطت بعضهن الحدود الجغرافية ليصبحن «مهاجرات»، وضمت هذه الساحة أسماء سعودية عدة.
وتضم مواقع التواصل الاجتماعي عدداً من الأسماء لـ«نساء مجندات» يُماثلن الرجال في أدبيات القتال والتواصل بين عناصر التنظيم، وتحولت أسماء الفتيات منهن إلى «كُنى».
وجاء في نص البيان الذي كتبه عضو التنظيم «أبو معاوية القحطاني»، «إن حقبة الجهاد الإعلامي وما مر من أحداث في ثناياها لا تقل ضراوة عن حقبة الجهاد الميداني ولو تتبعنا كيف بدأ (الإعلام الجهادي، والجهاد فيه) لعلمنا أنه مر بمراحل عصيبة جداً منذ الطريقة القديمة له (كطبع الورقات والمجلات الصغيرة مروراً بالشبكات والمواقع والمدونات انتهاء بمواقع التواصل الاجتماعي).
ولكل واحدة من هذه لها أبطالها الذين نصبوا أرجلهم على أرضها كي تقوم قياماً صلباً ثابتاً لا تهزه الرياح ولهذه المراحل (نساء شهدت الميادين الإعلامية بكل مراحلها لصبرهن وجلدهن ولجهادهن وقيامهن بذلك حق القيام) وأشد مرحلة مر بها الإعلام الجهادي من ناحية العمل الدؤوب (هي مرحلة الشبكات الجهادية) إذ كانت الغزوات فيه أكثر نصباً من الآن، فيجلس الأنصاري الساعات الطوال كي ينشر مادة إعلامية في إحدى شبكات أو مواقع العوام المستهدفة، والآن النصيب الأكبر منه يصب على كاهل (أخواتنا الأنصاريات)، والحظ الوافر لمن كن يقمن به في كل ورشة عمل يقوم بها الأنصار لا يتجاوز عدد المشاركين الـ15، أثقل الأعمال في الورشة ( يقمن بها الأنصاريات) وأسرع الأعمال ( يقمن بها الأنصاريات)، وما فتحت ورشة قط إلا وتسابقن للعمل فيها حتى أصبح عندنا قاعدة راسخة (ورشة عمل بلا أنصاريات ورشة غير كاملة)، فقد كنت أتحدث مع أحد المديرين في الشبكات عن أعمال النشر والغزوات؛ فذكر أن الأخوات هن عصب ذلك كله، وهذا أمر يدركه من أدار ورشة عمل سابقاً، ما قلته أمر جربته بنفسي عشرات بل مئات المرات على مر الأعوام، وشاهدت بعيني كيف عمل الأخوات في الورش، بل بعضهن عملهن خفي جداً لا يعلم به إلا مسؤول الورشة فقط!، وتعمل عن عشرة أشخاص لوحدها».
وبرز في الإعلام «الدولة الإسلامية»، اسم السعودية «أخت جلبيب» والتي يرجح أنها «ندى معيض القحطاني»، وهي أول سعودية انضمت إلى تنظيم «الدولة الإسلامية»، والتي خرجت عبر صفحتها بموقع التواصل الاجتماعي «تويتر» موضحة أنها التحقت بأخيها الصغير في سوريا والذي يقاتل حالياً في منطقة «عين العرب/كوباني»، وخاضت «القحطاني» صراعاً مع عدد من المغردين والمغردات حول حكم سفرها من دون محرم، مؤكدة أن التحريم لا يشمل ما وصفته بـ«الهجرة».
كما برز اسم السعودية «ريما الجريش»؛ إحدى السعوديات التي أعلن التنظيم انضمامها إلي ساحاته القتالية في سوريا الأسبوع الماضي، و«الجريش» إحدى إعلاميات تنظيم «الدولة الإسلامية» والمتحدثات باسمه قبل «نفيرها» حسب وصفها، رغم تصريحها سابقاً بعدم تعاطفها معه، وكتبت «الجريش» مساء أول أمس الاثنين أنها التحقت بتنظيم «الدولة الإسلامية».
وأوضحت «الجريش» خلال تغريداتها أنها خرجت من الحدود السعودية إلى اليمن مع أطفالها، إذ مكثت في معسكرات التنظيم هناك حتى استطاعت اللحاق بابنها المقاتل في تنظيم «الدولة الإسلامية» بسوريا.
وكانت «ريما» والتي تعد أبرز الناشطات «الجهاديات» اللاتي ينقلن الحدث القتالي بالصورة، و يعززن مواقف القتالين عبر مواقع التواصل الاجتماعي، قد أكدت في حديث سابق لـ«الحياة» أن ذهاب ابنها معاذ للقتال في سوريا لم يكن بإرادتها، بل إنها كانت تريد منعه.
يذكر أن «ريما الجريش» والدة «معاذ الهاملي» 16 عاماً، أوقفت أكثر من مرة، بسبب اعتصامات قامت بها في منطقة القصيم، ودعت فيها إلى التعاطف مع عدد من المتهمين الذين تنظر قضاياهم المحكمة الجزائية المتخصصة، ومع المطالبة بإطلاق سيدة سعودية عرفت بـ«سيدة القاعدة» التي لا تزال تستكمل محكوميتها، بعدما حكم عليها بالسجن والمنع من السفر 15 عاماً، كما أعلن تنظيم «الدولة الإسلامية» الأسبوع الماضي وصول السعودية «ريما الجريش» وأبنائها إلى الأراضي السورية التي يسيطر عليها التنظيم، فيما استقبل «معاذ الهاملي»، أصغر مقاتلي التنظيم والابن الأكبر لـ«الجريش»، التهاني بوصول والدته إلى «أرض الخلافة»، كما أسماها التنظيم. وكان «الهاملي» انضم إلى صفوف مقاتلي التنظيم قبل نحو 11 شهراً.
وكانت عضو اللجنة الأمنية في مجلس الشورى السعودي، «ثريا العريض أكدت في تصريح سابق إلى «الحياة» أن حقيقة تأثر بعض النساء بتصاعد تيارات الأدلجة والتشدد والتفكير والتنظيم الإرهابي، وعزت ذلك لشعور المرأة بعدم الاستقرار والاضطهاد مجتمعياً وأسرياً وتأثير المناهج.
وأضافت: إن أربعة عقود من القولبة الدؤوبة ومواصلة التأثير في عقول النشء عبر المناهج أثرت في الكثير من المواطنين ذكوراً وإناثاً، وتركت نتائجها السيئة من حيث إضعاف وشائج الشعور بالانتماء للوطن والدولة، إضافة إلى أن تراكمية التغيرات الاقتصادية والمجتمعية أثرت في تحريف قيم وأعراف المجتمع، وشجعت تهميش بعض الفئات زيادة معاناتها، ومنها فئة النساء بخاصة الشابات المتعلمات والراغبات في تحقيق طموحاتهن وإبراز قدراتهن الفردية.