مقالات

جلسة تاريخية

لا يمكن لأمة ان تزدهر في الرياضة وتتخلف في السياسة والاقتصاد والفنون والآداب، واذا حدث ذلك فهو استثناء مؤقت، فالحضارة كل لا يتجزأ.

كلمات رائعة لا يقولها الا الرائعون، ولا ينتقي كلماتها الا من يتميز بنظرة متميزة للواقع والمستقبل، وهذا بالطبع لا يكون انسانا عاديا، بل انسان متميز وله هالة غير عادية.

رحمه الله د. احمد الربعي، لخص حال الدول عندما تنجح وعندما تنهار، وخص بذلك داره ووطنه، عندما أصر على ان وطنه جميل، فالكويت جميلة لان ما فيها كله جميل، ناسها وطاقاتها وقدراتها، وفي يوم من الايام كان سياسيوها، واداريوها، وبرلمانيوها، هم ادوات هذا النجاح، وسر هذا التميز، ونتيجة طبيعية لمعادلة النجاح وانبهار الآخرين فيها وفينا.

ان استمر ميزان الحياة في الكويت بكل جوانبه متزنا ومتوازنا، يحتاج الى التناغم، فنجاح السياسة يوازيه نجاح الاقتصاد، ونجاح هذا وذاك يسحب معه نجاح الفن والرياضة، وما ان يختل الميزان لاي سبب كان يظل يترنح صعودا وهبوطا، الى ان يستقر احد جانبيه أرضا، فتتشوه الصورة وتهتز.

ما حصل في مباراة الكويت الاخيرة مع منتخب عمان الرائع، والهزيمة القاسية لمنتخبنا، ما هو الا انعكاس لحال كل بلد، وثقة الفريق وصلابة خطواته وروعة اهدافه بالتأكيد تعكس حال الوطن الذي جاء منه.

وكان واضحا جمال لعب الفريق الاماراتي، الذي يصرخ في كل رمية وتمريرة، مذكرا بحالة الانتعاش التي تعيشها دولة الامارات الشقيقة، وكذلك حال الفريق العماني، الذي اكد بأهدافه الخمسة صلابة سياسة بلاده وثبات اوضاعها.

في الكويت احوالنا لا تعجب صديقاً ولا حبيباً، بل هي ترضي العدو فقط، الذي ينتعش بانهيارنا يوما بعد يوم، وهذا ما لا نريده ابدا ابدا.

اين الخلل..؟ اين الخلل..؟ اين الخلل..؟

اعرف ان الخلل واضح وضوح الشمس، وما نحتاجه لعلاج هذا الخلل بسيط بساطة لون الماء، اما الصعب الذي يبدو امامنا اليوم وكأنه معجزة فهو القرار، نعم القرار، نريد قراراً يصوب الاعوجاج، ويعدل الحال، فقد مللنا دوام هذه الحال.. والله العظيم مللناها.

احد النواب الافاضل طالب باستقالة واقالة الطاقم الاداري وطاقم تدريب المنتخب، ودعا الى جلسة لمناقشة الوضع الرياضي المزري. وانا اقول للنائب الفاضل ان وضعنا السياسي والاقتصادي كله مزرٍ، وكنا نتمنى كلنا، اهل الكويت، ان نسمع احدا من هذا المجلس يدعو الى جلسة تاريخية لمناقشة هذه الطامة.

اقبال الأحمد

Iqbalalahmed0@yahoo.com

Iqbalalahmed0@gmail.com

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.