«الطب الشعبي» موروثات بحاجة إلى مراجعة طبية
من الطبيعي أن يرث الإنسان أجداده، ويحرص الأجداد على توريث ثقافتهم ومعتقداتهم الدنيوية، بصرف النظر عما إذا كان هذا صحيحا أم لا، والأمر لا يتعلق بالعادات والتقاليد، بل أصبح يرتبط بالطب وحياة الإنسان، فلا يوجد مرض إلا وله آلاف الأدوية الشعبية، حتى لو لم يكلف الشخص نفسه عناء البحث عن تلك المعلومات.
الطب الشعبي والعطارة
قديما كان الدواء والطب قائمين على العطارة، ويقول استشاري الأمراض الباطنة والصدرية، د.أسامة صبري، في قديم الزمن كان الجميع يعتمدون على التركيبات الدوائية لعلاج العديد من الأمراض، أما الآن فالتكنولوجيا الطبية تدخلت لعلاج كثير من الحالات المستعصية، وأصبح الأمل في الشفاء كبيرا، ومع ذلك هناك أشخاص لا يزالون يصدقون العطارين، ويثقون بوصفاتهم أكثر من الطبيب ذاته.
حلاق الصحة
من الشخصيات البارزة الذي لا يزال موجودا حتى الآن «حلاق الصحة»، الذي يقوم بعمل الطبيب حتى إن البعض لا يعترف بالطبيب نهائيا ويؤمن بهذا الشخص، وكان سببا في ضياع بصر قامة من قامات الأدب في حجم طه حسين.
«التخريف» سيد الموقف
هناك بعض الأشخاص يحبون أن «يفتوا» في أي مسألة مهما كانت بسيطة، وكأنهم هم العالمون المدركون لكل الأمور، فيكفي أن تخبري جارتك أن ابنك يعاني من ارتفاع درجة الحرارة حتى تنهال عليكِ بطرق العلاج المختلفة، ووصفات كثيرة ليس لها أول ولا آخر، وقد تؤدي إلى كوارث ومصائب حقيقية.
فإذا كنت تعانين من الإصابة بالبرد أو الإنفلونزا، فإنك ستتعجبين كثيرا من كم الأشياء الممنوعة مثل البيض والسمك، وكل ما عليك هو تناول المشروبات الدافئة، أما إذا كان هناك شخص مصاب بالإغماء، فإن الجميع يتواجد حول المريض، وحدث ولا حرج عن كم «الفتوى» دون علم، فمن العطر، للبصل، لرش المياه، لإطعام فاقد الوعي، ما يتسبب في مضاعفات تصل إلى الوفاة بسبب الاختناق بتلك المواد.
التجارة بآلام المرضى
بعض الأمراض التي تحتاج إلى علاج لفترات طويلة مثل الفشل الكلوي، وأمراض الكبد المتأخرة، قد تجد كثيرين ممن يدعون قدراتهم على العلاج باستخدام العسل، حقن الماء المغلي، استخدام أعشاب غير مضمونة للعلاج، وكلها أمور تؤدي إلى مضاعفات شديدة.
كثير من الموروثات الثقافية والطبية التي ورثناها عن آبائنا وأجدادنا، بحاجة إلى مراجعة طبية من شخص متخصص، أو شخص يمكنه نقل المعلومة بشكل صحيح حتى لا تتسبب في حدوث مضاعفات لك ولأسرتك.