كسر الطموحات
لا يمر وقت الا وتأتيني رسالة من شاب كويتي محبط وضع لنفسه هدفا ساميا، وبذل الوقت والجهد والمال من أجل الوصول اليه، وتصور ان بلده لابد وأن يتيح له المجال لتحقيقه خاصة اذا كان من الشباب الجادين المجتهدين، ثم يكتشف أنه كان يحلم.شباب كان لديهم طموح كبير ولكنه تكسّر على صخرة الواقع المرير الذي نعيشه، ويقوم على معايير أقل ما تفعله أنها تدمر الشباب، وتقتل في أنفسهم الحلم.يتخرج الشاب في الجامعة، ويحصل على شهادته بتقدير امتياز مع مرتبة شرف، أو امتيازا فقط، ويتقدم بشهادته للعمل في مكان كان يحلم بالعمل فيه، أو بوظيفة كان يتطلع لتقلدها فيفاجأ بالاختيار يقع على من هم دونه في التحصيل والتقدير، وقد يفوز بالوظيفة متخرج بتقدير جيد أو مقبول، ولكن من ذا يستطيع ان يقف في وجه واسطة كالبلدوزر قادرة على ان تكتسح الخنين والخايس من أمامها، ودفنهما ان استطاعت. ماذا فعلت فينا الواسطة، أزاحت عن المناصب والمراكز المستحقين لها، ووضعت بدلا منهم الأقل علما وذكاء وكفاءة وقدرات وكله على ظهر الوطن الذي لن يتطور، ولن يتقدم، طالما بقي الوضع على ما هو عليه.المشكلة أننا مسلمون وديننا يحض على العدل والحق والمساواة وغيرها من قيم نبيلة غيابها عن أي مجتمع سيؤدي الى ما لا يحمد عقباه، فالكراهية والأحقاد ستنتشر، والقيل والقال سيكثر، والحماس وروح المبادرة وحب العمل ستتضاءل وتقل ان لم تكن ستنعدم وتصبح أثرا بعد عين.الظلم الوظيفي له عواقب وخيمة ليست في الصالح العام، فقد يؤدي بالموظف المظلوم الى الاهمال في عمله والتكاسل عن أداء مهام وظيفته، وكثرة التغيب بما يعيق تحقيق الأهداف، أو يتسبب في تعطيل مصالح الناس، وكل ذلك في غير صالح العمل، وفي غير صالح التنمية التي نتطلع لها جميعا، فهل نريد ذلك لبلدنا.هذا الوضع يجب ان ينتهي ولا يسمح له بالاستمرار ان أردنا الخير للكويت، وعلى أهل الحل والربط ان ينظروا بجدية لموضوع الواسطة التي تضيّع حق مواطن مستحق لصالح مواطن غير مستحق، وتضع مواطنا غير مستحق على رأس مواطن مستحق، والنتيجة في الحالتين كارثية.على الحكومة ان تبدأ بالاهتمام بوضع الشخص المناسب في المكان المناسب بغض النظر عن انتمائه أو مذهبه أو لقب عائلته، فالمهم عندنا هي مخافة الله والكفاءة والنزاهة والقدرة ونظافة اليد وقبل كل شيء حب الكويت، والبذل من أجلها، فهي الباقية ونحن جميعا زائلون.
عزيزة المفرج
almufarej@alwatan.com.kw