يا وجه استح!
لم أتوقع ان يمتد بي العمر لأرى أمامي في يوم من الأيام وزيرا يستخدم جهازه الاعلامي في الصراعات الشخصية!
فعندما يظهر مذيع على تلفزيون الدولة «الرسمي».. ونكرر، مذيع يتسلم راتبه من الدولة ويعمل بتوجيهات ورقابة الوزارة المعنية، ثم يبدأ هذا المذيع بالخوض في أسرة الحكم ويتطاول على أبنائها، على شاشة الجهاز الرسمي للدولة، فان هذا المذيع يعبر بشكل رسمي عن وجهة نظر الوزارة والوزير المعني.
ومع أننا لا نملك دليلا بأيدينا، الا ان «طراطيش» أحاديث وصلتنا، بأن الوزير كان على الخط مع المذيع، يمده بالرسائل القصيرة.. وزاد من قناعتنا بتلك المعلومة ان الوزير لم يقدم، الى اليوم، اعتذارا رسميا عن الألفاظ غير اللائقة التي صدرت من خلال الجهاز الرسمي للدولة، ولم يوقع أي عقوبات تأديبية على المذيع بشأن ما صدر منه في حق أحد أبناء الكويت.
ولو صدر هذا الكلام عن جهاز اعلامي مملوك للقطاع الخاص، لما عتبنا أبدا، فهو يمثل رأي أصحابه وليس رأي الحكومة!
ربما يقول البعض ان الاتحاد فشل، وان المذيع يتكلم بعفوية من قلب محروق، ويجب ان نعذره!.. ترى لو تكلم مذيع آخر بحرقة وبدموع غزيرة عمن فشل فشلا ذريعا في ادارة الحكومة، ما أدى الى تدهورٍ، ليس في الرياضة فقط، وانما في الرعاية السكنية.. وفرص العمل.. والخدمات الصحية.. والتعليم.. والتنمية و.. و.. و، هل كان سيمر كلام المذيع بردا وسلاما في الجهاز الرسمي للدولة؟
ولو تكلم مذيع آخر عن السنن الحميدة التي بدأت بشطب الاستجوابات وانتهت بالتدخل السافر في شأن القضاء، ولو أسهب المذيع ولطم على خديه وشق ثوبه من الانجازات الوهمية العظيمة التي لم يحقق مثلها أي مجلس سابق، هل كان سيُعتبر هذا المذيع انسانا وطنيا في نظر وزير الاعلام؟!
.. والى ان يقدم معالي الوزير اعتذارا رسميا للشعب الكويتي عن سوء استخدام أموالهم العامة في صراعات شخصية، فلا نملك الا ان نقول.. «يا وجه استح»!
٭٭٭
يتكلم رئيس مجلس الأمة بين الحين والآخر عن الرجولة والقيم والأخلاق.وتظهر -مصادفة- في نفس الوقت، «بوتات» على مواقع التواصل الاجتماعي تحمل، زورا وبهتانا، أسماء بنات عوائل كويتية محترمة، تهاجم خصوم الرئيس بأقبح البذاءات التي لا تصدر الا عن شخص يعاني من.. طفولة متأخرة!
خطابات رئيس مجلس الأمة التي يلقيها في العلن أمام الملأ، تحمل في مضامينها كل معاني القيم والأخلاق الأصيلة التي نشأ عليها المجتمع الكويتي، أما «البوتات» التي لا نعلم من يديرها، فهي دليل على ان صاحبها هو.. طالب ثأر حقود!
٭٭٭
الله يالدنيا.. صار الاعتصام داخل المناطق وبين الأهالي حقاً مشروعاً.. وصار اقتحام المباني أمراً مباحاً، وربما مستحباً، بحجة ان ما أُخذ بالقوة فلا يسترد بغير القوة؟!
كلامنا ليس موجها للشباب الوطني الذي وقف أمام اتحاد كرة القدم للمطالبة برحيل القائمين على الاتحاد، بعد الهزيمة النكراء لمنتخب الكويت.وبالمناسبة فنحن كنا ولا نزال من مؤيدي الاعتصامات السلمية التي لا تخل بالنظام.
لكن كلامنا موجه لبعض من كان ينكر على «البرتقالي» حقهم المشروع في الاعتصامات السلمية، وكانوا ينادون بالويل والثبور لمن يتعرض للشيوخ من أبناء الأسرة، وأن هذا الأمر انما هو مقدمات للانقلاب على الحكم، وكانوا يستنكرون فكرة العزل الشعبي.واذا بهم اليوم يأتون ما كانوا ينهون عنه بالأمس.. بئس ما يفعلون!
٭٭٭
اعلاميون صاعدون نتمنى لهم كل التوفيق والنجاح في مسيرتهم الاعلامية، ونرى فيهم معدنا طيبا يستحق التشجيع لا التثبيط.. لكننا نلفت انتباههم الى خطورة ان تجرهم قناة «الريّس» ليصبحوا أداة يضرب بها خصومه من وراء الكواليس، ويكونوا هم بالواجهة يتلقون النقد والاستياء الشعبي.. والحر تكفيه الاشارة!
أما الغريب، فهو ان تسمح قناة «الريّس» لشخص بمكانة البروفيسور عبدالحميد دشتي، ان ينتقد خمسة نواب قدموا استقالاتهم، ويشكك بوطنيتهم.ولعل أطرف ما قاله دشتي في اللقاء: «يعني الحين صفاء استقالت لأنها وصلت الى قناعة بأن هذا المجلس يبيع الناس الوهم.. والا لأنه جاءها «ألو»؟
أي والله، أقسم أنني لا أبالغ.. عبدالحميد دشتي (الملقب بوطلال) يتكلم عن النواب الذي يتحركون وفق «ألو».. تخيلوا!
٭٭٭
الأخ الرئيس مرزوق الغانم.. حاولتَ التقليل من شأن النائب السابق رياض العدساني في أكثر من مناسبة. كان منها حين قلت أول مرة «عطيته كاكاو، وطلع من المكتب راضي»، في تلميح لا يخفى على أهل الكويت بأنك تعامل العدساني وكأنه ليس ندا لك!.. وسكت عنك رياض ولم يعلق.
ثم التقيت به مرتين بعدها في دواوين، وكان برفقة والده.فأخذت تلقي «نغزاتك» أمام رواد الديوانية، وتحاول ان تنال من قدره.ومع ذلك لم يرد عليك احتراما لمقام والده وحشيمة لأهل الديوانية.
أما في المرة الأخيرة، فقد تماديت كثيرا في حديثك معه محاولا ان تريه أن «الناس مقامات» وأن مقامك أعلى منه شأنا، وأن رياض «محتر منك» فكان لزاما عليه ان يسمعك ما يعيد اليك صوابك، ويعيدك الى حجمك.. الطبيعي!
وان كنت تحاول ان تثير لغطا، عن طريق مكتب المجلس وعن طريق «كونا»، كي تخفي ما جرى في ديوان بودي، فاننا نكشف ما قاله لك رياض، عندما تماديت في غرورك وتعاليت عليه لتبين ان مقامك أعلى بكثير من مقامه.حينها رد عليك رياض العدساني أمام الحضور قائلا: «شفت يا مرزوق صباب القهوة هذا أشرف منك.. على الأقل شغلته شريفة.. أما أنت فكذاب وحرامي».
وقديما قال أهل الكويت.. «من طق الباب.. جاءه الجواب».
٭٭٭
سبحان الذي جمع الشامي على المغربي.. فهذا «أسد» السنة، وذاك «نمر» الشيعة، والأدوار بينهما محبوكة.أحدهما يدخل بكل فتنة يغيظ بها الشيعة ويكسب تعاطف السذج من السنة، والآخر يسافر لمؤتمرات يدعو فيها لثورات وانقلابات ضد حكام السنة.وبين الفينة والأخرى يصدر أحدهما تصريحا «شديدة اللهجة» ضد الآخر لاكمال الدور بأنهما عدوان لدودان لا يجمعهما أي عامل مشترك الا.. تعليمات «الريّس»!
ونحن نختلف مع جريدة «الوطن» حين قالت: «تاجر يستجوب تاجر.. عن طريق المطراش».والصحيح ان الاستجواب لا يلعب دور البطولة فيه «مطراش» واحد.. وانما اثنان!
٭٭٭
لا خوف على الكويت من أبنائها الشرفاء الذين يبدون استياءهم مما وصل اليه حال البلد دون ان يكونوا طرفا في أي فوضى أو تخريب.. لكن الخوف كل الخوف من «الغوغائيين الجدد» الذين يعلنون بالنهار أنهم سور النظام وعصاه اللي ما تعصاه، وبالليل يزرعون الفتن وينفخون في النار علها تزيد اشتعالا.تعرفهم بسيماهم، فقد جمعوا حولهم كل داثر وقليل أدب.ولن نقول أكثر.. حتى لا تُغلق صحف أو تسحب جناسي!
٭٭٭
سمردحة:.. اذا أقبلت باض الحمام على الوتد.. واذا أدبرت بال الحمار على الأسد!
د.طارق العلوي