الشومر: الكويت من أوائل الدول التي تعاملت مع الاصابة بفيروس الايدز
أكدت رئيسة مكتب الايدز والإحصاءات والمعلومات ومقررة اللجنة الوطنية الدائمة لمكافحة الايدز الدكتورة هند الشومر أن التقدم الطبي الحديث في علاج المصابين بفيروس الايدز أدى الى احراز نتائج إيجابية وملموسة للتحكم بالمرض والتقليل من أعبائه.
وقالت الشومر اليوم على أعتاب احياء العالم اليوم العالمي لمكافحة الايدز (الأول من ديسمبر كل عام) إن الاصابة بهذا المرض تؤثر بشكل كبير على المريض وأسرته والمجتمع ككل.
وأضافت أن الكويت من أوائل الدول التي تعاملت مع الاصابة بفيروس الايدز منذ بداية اكتشاف المرض عام 1984 وكان التعامل بطريقة مهنية وإنسانية وقانونية وآنذاك تم ادخال الفحص المخبري الدقيق لاكتشاف الاصابة بالايدز ضمن فحوصات العمالة الوافدة قبل الحصول على الاقامة في البلاد وكذلك للمتقدمين للعمل في المجلس الطبي العام.
وأوضحت أن بنك الدم المركزي حرص وما زال كذلك على إجراء الفحوصات المخبرية الدقيقة باستخدام أحدث التقنيات في علوم المختبرات للكشف عن حالات الاصابة بالفيروس واستبعاد الحالات الايجابية للايدز قبل التبرع بالدم في بنك الدم بما يحقق النقل الآمن للدم وخلوه من الفيروس قبل نقله للآخرين.
وأكدت في الوقت نفسه أهمية تطبيق أحدث التقنيات في التعقيم وسياسات وبروتوكولات منع العدوى في المستشفيات والمراكز الصحية وبصفة خاصة في مراكز التبرع بالأعضاء البشرية ومراكز طب الأسنان والمختبرات ما أدى إلى التحكم بالعدوى بالايدز داخل مرافق الرعاية الصحية.
ولفتت الشومر في هذا الشأن الى إجراء فحص مخبري للكشف عن العدوى بين المتقدمين للالتحاق بكليات ومعاهد التعليم العالي وطلبة البعثات وببعض الفئات ذات الخطورة العالية ضمن الاستراتيجية الوطنية للوقاية والتصدي للايدز.
وبخصوص معدلات الاصابة والانتشار أكدت أن مجمل تلك الاجراءات الصارمة للوقاية والحد من فرص انتقال العدوى جعلت دولة الكويت من الدول التي صنفتها منظمة الصحة العالمية كدول ذات معدلات منخفضة في الاصابة وانتشار العدوى بالايدز.
وذكرت أن التقارير التي تصدرها المنظمات الدولية كبرنامج الأمم المتحدة المشترك المعني بالايدز ومنظمة الصحة العالمية أكدت هذه الحقيقة بشأن انخفاض معدلات الاصابة والعدوى بالايدز والتقدم الذي أحرزته دولة الكويت في هذا الخصوص والجهود الحكومية وغير الحكومية ومشاركات المجتمع المدني في الوقاية والتصدي للمرض.
وأشارت رئيسة مكتب الايدز والإحصاءات والمعلومات الى أهمية محاربة الوصمة والتمييز وحفظ حقوق المرضى في البلاد في الخصوصية وسرية المعلومات وفق ما أكد عليه المرسوم بالقانون رقم 62 لسنة 1992 والمرسوم بالقانون رقم 25 لسنة 1981 وتعديلاته.
وقالت إن تطبيق القانون رقم 31 لسنة 2008 بشأن الفحص الطبي للمقبلين على الزواج اضافة جديدة في مجال الوقاية والتصدي للايدز إذ أتاح فرصة اجراء الفحوصات الطبية للمقبلين على الزواج وهي شريحة الشباب الذين يتعين عليهم بموجب القانون إجراء اختبارات فيروس الايدز ضمن الفحوصات التي تجرى قبل الحصول على شهادة الزواج الآمن.
وبينت أن التقدم الملحوظ في علوم المختبرات الطبية أتاح الفرصة أيضا أمام الاكتشاف والتشخيص الدقيق لحالات العدوى بالايدز بالمختبرات الطبية منها المختبر المرجعي لمنظمة الصحة العالمية في الكويت أي مختبر الفيروسات بكلية الطب الحاصل على الاعتراف كمركز معاون لمنظمة الصحة العالمية في مجال الايدز.
وذكرت الشومر إن رئيس المركز المعاون لمنظمة الصحة العالمية بكلية الطب البروفسور وداد النقيب يشارك في أعمال اللجنة الوطنية الدائمة لمكافحة الإيدز ويرأس اللجنة الفنية للايدز التي تتولى إبداء الرأي في جميع الامور الفنية المتعلقة بحالات الايدز.
ولفتت الى أن اللجنة هي الجهة المختصة رسميا بالقيام بتلك الامور وفقا للقرارات الوزارية والإدارية كما تتابع كل المستجدات العالمية والبحوث والدراسات المتعلقة بالايدز وتستفيد منها بوضع وتحديث الاستراتيجيات والبروتوكولات وسياسات العمل الوطنية للوقاية والتصدي وعلاج مرضى الايدز وفقا لبروتوكولات منظمة الصحة العالمية.
وعن مدى توافر العلاج للمرضى بالايدز أفادت بأن وزارة الصحة تحرص على حقوق المرضى في الحصول على العلاج وفقا لأحدث المستجدات وبدون أي مقابل حيث يتم ذلك في مستشفى الأمراض السارية وتحت إشراف طبي متخصص لمتابعة الحالات مدى الحياة.
وقالت إن هذه المتابعة أدت إلى ولادة أطفال غير مصابين بالايدز لأمهات مصابات بالفيروس وتم إخضاعهن للعلاج طوال فترة الحمل بالتنسيق والتعاون بين أطباء أمراض النساء والولادة وأطباء مستشفى الأمراض السارية ما يعد مؤشرا لنجاح تطبيق بوتوكولات العلاج أثناء الحمل وحماية الأطفال من العدوى بالايدز.
وأكدت الشومر أهمية التعاون والتنسيق مع المنظمات الدولية وممثليها بدولة الكويت مثل برنامج الأمم المتحدة الإنمائي ومنظمة التربية والثقافة والعلوم (يونسكو) اللذين يشاركان بعضوية اللجنة الوطنية الدائمة لمكافحة الإيدز والتي أعاد وزير الصحة الدكتور علي العبيدي تشكيلها أخيرا.
وعن اليوم العالمي لمكافحة الايدز أكدت أنه يأتي هذا العام تحت شعار (علاج الايدز يسيطر على الفيروس.. معالجة للحياة ووقاية للحياة) لافتة إلى أهمية فعاليات التوعية الصحية لجميع فئات وشرائح المجتمع وباستخدام مختلف وسائل التوعية كالمحاضرات والندوات وتوزيع الكتيبات والمطويات والبوسترات والأفلام التوعوية ومواد التوعية المختلفة.
وشددت على حرص لجنة التوعية والاعلام المنبثقة عن اللجنة الوطنية الدائمة لمكافحة الايدز على التواصل المستمر مع كافة أفراد المجتمع والرد على الاستفسارات والتساؤلات من خلال حساب اللجنة على موقع تويتر للتواصل الاجتماعي.
ورحبت الشومر بتلقي أي استفسارات على الموقع ليتم الرد عليها من جانب المتخصصين ووفقا لأحدث المستجدات العلمية المتعلقة بعوامل الخطورة وطرق انتقال العدوى والسلوكيات المأمونة مبينة أن التوعية الصحية والاعلامية نشاط دائم طوال العام ولا يقتصر فقط على يوم الايدز العالمي.