سليمان الراجحي: أذبح في عيد الأضحى من كل عام أضحيتين الأولى عني وعن أهل بيتي والثانية عن معلمي سعد المطوع !
تحدّث سليمان الراجحي قائلاً : من عام 1363 إلى يومنا هذا وأنا أذبح في عيد الأضحى من كل عام أضحيتين ، الأولى عني وعن أهل بيتي ، والثانية عن معلمي سعد المطوع !
فمن هو سعد المطوّع ؟ ولماذا يذبح له الراجحي أضحية كل عام ؟ سعد المطوع هو معلم سليمان الراجحي في الصف الثاني الابتدائي ، والذي أوجب له هذا المعنى الكبير في قلب طالبه أنه أعطاه ريالاً ليكتسي به حين أراد زيارة أمه يوما ما !
تُرى هل كان يعلم سعد المطوع رحمه الله تعالى هذه النهاية التي يحملها له طالبه ؟ أو كان يدور بخلد الطالب تلك الحقبة أن زماناً سيأتي لرد ذلك الجميل ؟! ما أحوج المعلم إلى قراءة هذا المعنى الكبير ! وصغير اليوم هو كبير الغد ، وكم من حُلُم خلّف مثل هذه الذكريات !
إن إحدى مشكلاتنا التي تطاردنا في التعليم أننا نعلّم الأجيال لذات اللحظة ويفوت علينا استشراف مستقبلهم البهيج ! قال أحد الكبار يوما ما : كنت أدرّس في المعهد العلمي وأشرح حديث سمرة بن جندب : (لا تسأل الإمارة .. )
إن من أعظم المشاريع أثراً في حياة صاحبها التعليم ! وكم من طالب أثار غبار المجد ! وبعث معلمه حياً من جديد في عالم الأرض ! وما أروع ما دونت يراع السعدي تعليقاً على حديث النبي صلى الله عليه وسلم : (إِذَا مَاتَ الْإِنْسَانُ انْقَطَعَ عَمَلُهُ إِلَّا مِنْ ثَلَاثٍ: صَدَقَةٍ جَارِيَةٍ، أَوْ عَمَلٍ يُنْتَفَعُ بِهِ، أَوْ وَلَدٍ صَالِحٍ يَدْعُو لَهُ) قائلاً : هذا ليس في ولد الصلب فحسب بل حتى في ولد العلم .
وما حاجة معلم اليوم إلى شيء حاجته للفرح بهذه الرسالة ، واستقبال خيراتها والإلحاح على الله تعالى بتحقيق آثارها ، واحتساب النية ، وحساب كل تصرف ترمقه عين طالب ، وكم من أفراح مخبوءة في مسيرة من يقعد بين يديك ..!