مقالات

متى يصحو الأمل؟

اعرف ان موضوع دبي، كما انه يثير غضب بعض كبار مسؤولينا لانهم لا يطيقون المقارنة.. فهو يثيرنا جميعا ايضا صغارا وكبارا.

كثير منا، ما ان تعلن هذه الامارة الصغيرة عن خدمة جديدة تم الانتهاء منها في ارقام قياسية من دون اي صخب.. وسط حالة الفوضى والتراجع التي نعيشها بالكويت.. حتى تنتابهم حالة من السخط على اوضاعنا ونبدأ بالتندر على حالنا.. وكان آخرها موضوع تدشين خدمة المترو المتميز في دبي.

كثير من المشاريع التي تحتفل دبي وغيرها بالانتهاء منها لتصف الى جانب الخدمات التنموية الاخرى لتدفع بمجتمعاتها الى الامام بكل ثقة وعنفوان.. اقول معظم ان لم يكن كلها، كانت افكارا كويتية بحتة في زمن لم يسمع فيها احد.. المترو والمشاريع السكنية داخل البحر وغيرها كانت افكارا تداولها الكويتيون قبل عشرات عشرات السنين.. وأشبعت بحثا وتفصيلا الى ان استقرت فى اوراق الملفات داخل جرارات المكاتب وعلى الارفف.. فماتت في مكانها.

لا شك ان الحكومة ومجلس الامة بتهاونهما وتقصيرهما في المشاريع ساهما بشكل اساسي في ما وصلنا اليه.

نعم.. الانجاز يحتاج الى قرار.. والقرار يحتاج الى رؤية.. والرؤية تحتاج الى تربة ملائمة تساعد على تحويلها من كلمات مكتوبة وارقام مصفوفة الى واقع فعلي وخدمة يستفيد منها اهل الوطن.

نكذب على انفسنا اذا قلنا اننا نملك معادلة الانجاز.. ونكذب اكثر اذا قلنا ان واقعنا في الكويت يشجع على مثل هذه المعادلات.. وكما نقول في الكويت «احنا كور مخلبص».

السؤال.. الى متى سيستمر هذا الكور مخلبص؟

هل ننتظر ماردا ينزل علينا من السماء ليغير حالنا، هل واقعنا صار صعبا للغاية بحيث من الاستحالة تعديل الحال؟

هنالك خلل ما.. وهذا أمر متوقع في كل مكان.. ولكن أن يستمر هذا الخلل كل هذه السنوات مع زخم الانتقادات والمكاشفات وما تحمله الصحف وما تنقله كل وسائل الإعلام من عتب وهجوم صارخ وعنيف بكل الأساليب والوسائل، إلى اليوم من دون اي تغيير محسوس.

هناك تجاوزات لا يمكن أن نعتبرها سوى إضافة حطب وفحم إلى نار بدأت تصل أطرافها الى سقف الدار.. ما يثير الرعب والخوف من أن تأكل هذه النار الدار وأهلها.

من اين يبدأ؟ الامل، الذي نحن بأمسّ الحاجة اليه مثل كمام الاوكسجين لكي يطبق على فم وانف هذا الجسد الذي كاد ان يتهالك.. فيضخ الحياة لتدب فيه الروح فينهض من موته.

انه هو.. هو من يملك هذه القوة.. هو من سيعلن ان زمن التراجع قد ولّى وحان وقت انبثاق الأمل.. هو ولا شيء غيره يملك تلك القوة.. انه الأمل نعم هو الأمل.. الأمل الأول والثاني والأخير.

حينها تبدأ الاحلام بالتحقق واحدا تلو الآخر.. فنغدو مثل ترام دبي الفاخر والسريع.. والجميل.

***

اسمه رضا.. وهو رضا للنفس، رضا في اخلاقه وتعامله مع الجميع بغض النظر عن الاسم واللون والدين والجنس، يبادرك هو بالسؤال وان باعدتك عنه الشهور، وجهه بشوش بشاشة قلبه، وابتسامته الخفية تقول ان الله يحب الانسان اذا عمل عملا فليتقنه، وهذه كانت رسالته الإعلامية في تاريخ الكويت، رحمك الله بواسع رحمته فقيدنا رضا الفيلي.

اقبال الأحمد

Iqbalalahmed0@yahoo.com

Iqbalalahmed0@gmail.com

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.