مقالات

الله مع شبابنا

مساكين شباب هذا العصر فبقدر ما كان الحظ معهم وفي خدمتهم في فترة الخمسينات والستينات من القرن العشرين بقدر ما حاربهم ووقف ضد مصلحتهم منذ التسعين الى يومنا هذا.شباب الخمسينات والستينات خدمتهم عدة أشياء، فالأسر الكويتية بالمجمل كانت مستقرة، والدولة من ناحيتها كانت شديدة الاهتمام بكل ما يخص الشباب من تعليم وصحة بدنية وذهنية ونفسية، والخطط الحكومية كانت تحرص على جميع تلك الأشياء، والملهّيات التي ساهمت بتقليل اهتمامهم بالمذاكرة والعمل والتواصل الصحي السليم فيما بينهم لم تكن قد ظهرت بعد، فنجحوا ونجحت الكويت معهم على العكس مع من جاؤوا بعدهم الذين وقفت أمور كثيرة ضدهم تحاربهم، وأصبحوا ملطشة لكتلة من السلبيات شخبطت على حياتهم بخطوط سوداء وجعلتهم اما فاشلين أو مغتاظين أو يائسين.

شبابنا تقف أو تعمل ضدهم كثير من الأشياء منها الأسرية، ومنها الحكومية، ومنها المحيطية أو ما جاء من خارج المنزل، وبسبب ذلك نجد كثيرا من شبابنا اما فاشلا أو ضائع أو متأذيا. الشباب الفاشل والضائع هم نتاج تربية تلك النوعية من الآباء والأمهات الذين هم اما غير قادرين على تربية أطفالهم التربية السليمة السوية بسبب الجهل وقلة المعرفة، أو لكونهم ذات أنفسهم غير صالحين تركوا أبناءهم للخادمات والشوارع، وركضوا هم خلف شؤونهم الخاصة وشهواتهم وأطماعهم.الشباب الفاشل والضائع هم نتاج تخلي الدولة عن حقها في توجيه أجيالها التوجيه السليم، وتركها الصراعات والتحزّبات والأفكار الضالة تتولى قيادة المشهد.

الشباب الفاشل والضائع هم نتاج سياسات حكومية خاطئة خضعت لأطماع تجار الاقامات، ولم تقف في وجههم أو حتى تضرب على أيديهم فملأ هؤلاء البلد بالمجرمين والهاربين من أحكام قضائية، ومهربي المخدرات، والطامعين بالكسب السريع المريح، فتلوّثت البلد بهم، ووقع الشباب ضحية لتلك السياسات العقيمة، وعلينا ألا ننسى ان الحكومة ذات نفسها، وتحالفاتها الدينية والسياسية أسهمت في مشكلة ملء البلد بالفاسدين.شبابنا تأذوا من تضاؤل قيم الخير في المجتمع، ومن انتشار الأطماع، ومن تعطل المصالح، فهم محاربون في أرزاقهم، وحصولهم على بيت العمر يستغرق سنوات طويلة يدفع خلالها الشاب نصف راتبه ايجارا لشقق تجارية الله يزيد النعمة، والواسطة تساهم في حرمان بعضهم من المراكز والترقيات، وجيل الشيّاب الحديدي يرفض التنازل عن مواقعه لهم.الشباب الفاشل والضائع واليائس والغاضب هم نتاج مسؤولين أصابهم فيروس عضال فأصبحوا بحاجة ماسة لاعادة برمجة، واذا لم ينفع ذلك فالأفضل استبدالهم بالذي هو أفضل، فمن الصعب ان يخرج الشاب لنا كاملا في بيئة غير كاملة وينقصها الكثير.

عزيزة المفرج
almufarej@alwatan.com.kw

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.