إسرائيل رسمياً كيان عنصري
باسل الجاسر
على مدى أكثر نصف قرن والكيان الصهيوني المسمى بدولة إسرائيل يدعي ويتباهى بأنه الدولة الديموقراطية الوحيدة في الشرق الأوسط، وقد وجد الكثير من الدعم لهذا السبب، وكنا نعلم انه كيان عنصري بنى دولته على أرض اغتصبها وفتح الأبواب على مصاريعها لاستيراد اليهود من كل أصقاع الأرض بعد أن قدم لهم الإغراءات على كل الأصعدة، فقدموا للقادمين المنزل والمال وتذاكر السفر وكل مستلزمات رفاه العيش في مقابل ترك وطنه الأصلي ليصبح مواطن درجة أولى في هذا الكيان الصهيوني.
وعلى خط متواز قام هذا الكيان الغاصب بالتضييق على أصحاب الأرض الأصليين في بناء بيوتهم أو تجديدها أو توسيعها ومن يخالف يتم هدم بيته على رأسه، أما الذين فروا جراء الإرهاب الصهيوني في عامي 48 و67 فقد منعوا من العودة، وقام هذا الكيان الغاصب بهدم هذه البيوت والاستيلاء عليها، هذه ممارسات الكيان الصهيوني بالواقع ولكنه كان يتدثر بالديمقراطية وانهم يقيمون ديموقراطية صحيحة لا تمييز بين المواطنين بسبب الدين أو العرق..
ومؤخرا زادت عربدة هذا الكيان بعد ان مزق محيطه العربي في ما سمي بالربيع ومن نجا منه، أنتج لهم «داعش والنصرة» ليشغلهم بهما إلى ما لا نهاية ليستمر هذا الكيان الصهيوني في عربدته، ورأينا في الآونة الأخيرة محاولاته للسطو على المسجد الأقصى ويمنع الصلاة فيه، بل أعلن انه سيصدر قانونا يجعل من الكيان المسمى إسرائيل دولة قومية لليهود فقط. بالرغم من ان هذه الدولة فيها مسلمون ومسيحيون وهم يشكلون أكثر من 20% من السكان وفق إحصائيات هذا الكيان ورغم العمليات الواسعة لاستقدام الأجانب، علما ان هذا الاستقدام مقصور على اليهود فقط. وخلال الفترات الزمنية الماضية قاموا بعمل أسوار تفصل هذا الكيان عن محيطه وتم عزل الفلسطينيين بذريعة درء العمليات الإرهابية التي كانت تقوم بها حركة حماس ـ فرع حركة الإخوان المسلمين في فلسطين ـ وهذه الحركة لا تقوم أو بالأحرى تكثف عملياتها الا كلما ضغطت قيادة الفلسطينيين على هذا الكيان بالمحافل الدولية ووضعته في زاوية ضيقة، قامت حماس بعملياتها فتلقي لهم طوق النجاة.
ولا غرابة في هذا ذلك ان حركة الإخوان المسلمين عميل للمحفل الماسوني وذراعه المخابراتي الموساد، بيد أن الغرابة بل وكل الغرابة ان هذه الحركة نفسها حركة تقول إنها إسلامية.
والأكثر غرابة ان الشعب الفلسطيني لازال يحترمها ويعتبرها قطاعا من الشعب الفلسطيني المهم إن إسرائيل اليوم تعلنها رسميا انه دولة دينية وتمييز بين سكانها بسبب انتمائهم الديني فما لليهودي ليس للمسلم أو المسيحي فحتى عقوبات الإرهاب فيها تمييز، فالمسلم جريمته عقوبتها ليست مقصورة على نفسه وانما تمتد لأسرته وهذا ما يحدث من هدم البيوت بينما اليهودي الذي قتل رابين في عملية إرهابية هزت العالم تصبح عقوبته شخصية وتطبق بنعومة مطلقة.
لذلك فإنني أدعو القيادات الفلسطينية الشريفة وفي مقدمتهم ابو مازن للتركيز على التفرقة العنصرية فالكيان الصهيوني بمجرد إقراره قانون يهودية الدولة يصبح شأنها شأن دولة جنوب افريقيا عندما كانت دولة عنصرية. وعلى هذا الجانب يجب ان يكون التركيز في المحافل الدولية واتهام هذا الكيان بالعنصرية المقيتة، لعل وعسى ان تتحرك شعوب العالم المتحضر فتضغط على قادتها فهذه الدول تقيدها الحركة الماسونية التي أسست هذا الكيان بذريعة دينية وهي دينها مجهول.
فهل من مدكر؟
baselaljaser@hotmail.com
@baselaljaser