جنوب أفريقيا تتهم إسرائيل بتحدي العالم وتدعوها إلى وقف الاستيطان
وقال الرئيس زوما في مؤتمر صحافي مشترك مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس، الذي يقوم بزيارة إلى جنوب أفريقيا: “نجدد دعوتنا إلى وقف تام لكل انشطة الاستيطان”.
وأضاف، “إن الاستيطان يقوض الآمال بحل قائم على مبدأ دولتين، كما دعت الامم المتحدة والمجتمع الدولي”.
وأضاف زوما أن “الطريقة الوحيدة للمضي نحو سلام دائم هي المفاوضات الصريحة والصادقة بين الفلسطينيين ودولة إسرائيل، وجنوب أفريقيا مستعدة لتقديم مساعدتها في هذه العملية”.
ورداً على سؤال حول الضغوط الدولية الضرورية، على حد رأيه، لحمل إسرائيل على القبول بالتعايش مع دولة فلسطينية، وجه زوما انتقاداً لنظام صنع القرار في الأمم المتحدة.
ثم تابع يقول، “إن الواقع هو أن الغالبية الكبرى من العالم، موافقة على حل الدولتين اللتين تتعايشان سلمياً، لكننا نواجه مشكلة مع بلد يتحدى كل الدول الاخرى، إنها مشكلة، لا اعتقد أن النظام سيسمح لدولة واحدة بتحدي العالم أجمع، هذا غير مقبول”.
من جهته أعرب الرئيس الفلسطيني عن امتنانه لدعم جنوب أفريقيا.
وقال عباس لمضيفه، الذي أعد له صباح الأربعاء في مقر الحكومة، استقبالاً رسمياً، “نشكركم جزيل الشكر لتفهمكم ودعمكم وحضوركم الدائم في نضالنا”.
وأضاف الرئيس الفلسطيني، “نامل أن نفيد من خبرتكم لبناء دولة مستقلة”.
وذكر الرجلان بالروابط التاريخية، التي ربطت المؤتمر الوطني الافريقي الحاكم اليوم، في بريتوريا والحركة الفلسطينية في الفترة، التي كان فيها المؤتمر الوطني الافريقي يناضل ضد نظام الفصل العنصري، قبل أول انتخابات ديموقراطية ووصول نلسون مانديلا إلى السلطة في 1994.
وفي تلك الفترة، كانت إسرائيل ونظام الفصل العنصري يقيمان علاقات وثيقة وخصوصاً في المجال العسكري.
حتى أن نلسون مانيدلا قال، في عبارة انتقلت إلى الاجيال المقبلة، ” إن حرية جنوب أفريقيا غير مكتملة من دون حرية الفلسطينيين”.
وفي 2012، توقفت جنوب أفريقيا عن حيادية نسبية اعتمدتها منذ 1994، في النزاع الإسرائيلي الفلسطيني، وذلك عبر منع وضع ملصق “صنع في إسرائيل” على المنتجات الآتية من الأراضي الفلسطينية.
وفي سبتمبر (ايلول)، أوصى المؤتمر الوطني الأفريقي الحاكم أعضاءه وقادته بعدم زيارة إسرائيل، معلناً أنه سينضم إلى النداء القاضي بالمقاطعة الثقافية والأكاديمية والتربوية.
ومنذ حرب غزة هذه السنة، ومضاعفة أعمال العنف في الشرق الاوسط، أعرب عدد من المسؤولين في جنوب أفريقيا، عن تضامنهم مع الفلسطينيين، وشبهوا أحياناً نضال الفلسطينيين بنضال السود الجنوب أفريقيين للتحرر من نظام الفصل العنصري.
ويذكر المحلل في السياسة الدولية سانوشا نايدو رداً على سؤال لوكالة “فرانس برس”، بان المؤتمر الوطني الأفريقي، كان على الدوام، فلسفياً وتاريخياً، إلى جانب نضال الفلسطينيين وجنوب أفريقيا، بعد الفصل العنصري، “وقفت دائماً إلى جانب إقامة دولة فلسطينية”.
ولم يتردد ديزموند توتو حائز جائزة نوبل للسلام وضمير جنوب أفريقيا، في تشبيه الوضع في الشرق الاوسط بالفصل العنصري، وقال الأسقف الأنغليكاني لحظة إطلاق العملية العسكرية الإسرائيلية في قطاع غزة في يوليو (تموز) “إنها أزمة حقوق الانسان المتجذرة في أمر ما شبيه بنظام الفصل العنصري للملكية والسيطرة على الأراضي”.