تقدمت باقتراح
قبل أشهر تقدّمت باقتراح إلى المجلس البلدي، بتسمية بعض شوارع الكويت بأسماء نساء كويتيات كانت لهن بصمة واضحة ودور بارز، وليس أي اسم نسائي كما هي أسماء الرجال، التي ندور في فلكها منذ سنوات عدة، طالما إسهال تسمية الشوارع ما زال مستمراً، ولا جواب لكل النداءات والانتقادات لإيقاف هذا التوجه الخاطئ، جداً جداً.
بمساعدة سيدة فاضلة لها بصمة واضحة في تاريخ الحركة النسائية الكويتية كغيرها من بعض النساء الكويتيات تم تقديم المقترح إلى المجلس البلدي، واتصل بي أحد أعضاء المجلس المتحمّسين للموضوع، ووعد بالتحرّك في هذا الاتجاه.
ولا أعلم إلى أين وصل العضو الفاضل، ولكنني أستنتج من استمرار حالة إسهال أسماء الشوارع وعدم الالتفات إلى مقترح العودة إلى الترقيم الذي كتب عنه الكثير وانتقده الأكثر، أن جهوده لم تفلح شيئاً.. أو أن نَفَسه كان قصيراً فتوقفت مساعيه وجهوده ولم يستمر مشواره، أو أن اقتراحه رُفض.. وهنا الطامة.. أو بالأحرى كل الخيارات السابقة طامات كبرى.
طالب الأكثر والأكثر بالعودة إلى سياسة الترقيم التي تضرب ألف عصفور بحجر واحد، حيث سهولة الاستدلال إلى العناوين، خصوصاً مع وجود أسماء صعبة النطق والكتابة.. وإعادة الهيبة إلى موضوع تسمية الشوارع بالأسماء، بعد أن اختلط الحابل بالنابل، وتساوى من فدى روحه ومن سطر تاريخاً ومن بصم صفحة في تاريخ البلاد، بمن هبَّ ودبَّ من الأسماء التي لا طعم ولا رائحة لها، لمجرد أن واسطتها فعالة في المجلس البلدي أو غيره.
لا بد من قرار حازم وسريع من الجهات المعنية لإيقاف هذه المهزلة وإعادة هيبة التسميات إلى الأساس الذي أقر من أجله هذا الموضوع، وتمت تسمية بعض شوارعنا بأسماء لها مدلولاتها، ولها تاريخها ولها بصمتها.
أين نساء الكويت من تاريخ بلادنا؟ أين مواقعهن إذا ما أتيح لهن البروز، سواء في شوارع الكويت الداخلية أو حتى الرئيسية؟ أين شهيدات 1990؟ أين من رفع اسم الكويت عالياً؟ أين من تحدى وواجه وفتح الأبواب أمام بقية نساء الكويت يتعلّمن ويفكرن ويسطرن الإنجازات؟
إلى مجلس الوزراء.. الأمر بيدكم لا بيد غيركم، والخطوة تبدأ عندكم لا عند غيركم، والقرار بديكم لا بيد غيركم.. التفتوا إلى مثل هذه الأمور، فهي مهمة كغيرها من الأمور المهمة والمهمة جداً، التي يبدو أنكم لم تحرِّكوا ساكناً بشأنها.
***
عجبي من أناس أكلت المظاهر من مبادئهم، ولوَّثت صورتهم من دون أن يعوا ذلك، فهم يتبرّعون ويظهرون أمام الملأ أسماء بارزة لها وزنها وثقلها.. فيما يشتكي من يتعامل معهم عندما يطالب بحقه مقابل خدمات قدّمها لهم، أو مقابل ما اشتروه منهم من ثياب أو مجوهرات فاخرة، من عبارات التأجيل بالدفع والتهرّب من إيفاء هذا الحق.
ديننا علّمنا أن نعطي الأجير أجره قبل أن يجف عرقه. أما أمثال هؤلاء، فعرق الأجير قد يسيل أنهاراً وهم من دون إحساس، لأن ما يقومون به لا يعلم به الملأ كالتبرّع، ولكنهم لا يدركون أن سمعتهم سيئة في هذا الموضوع تجول وراء ظهورهم من بيت إلى بيت ومن مجلس إلى آخر، حتى أصبحوا وجبة يمضغها الناس، بل يجترونها كما يجتر البعير طعامه.
اقبال الأحمد
Iqbalalahmed0@yahoo.com
Iqbalalahmed0@gmail.com