عربي و دولي

البابا يدعو من تركيا إلى الحوار لبناء سلام متين

 

دعا البابا فرانسيس الأول هنا اليوم إلى حوار في اجواء من الهدوء ومنح النقاط الخلافية قيمة لبناء سلام متين مبني على احترام الحقوق الاساسية المرتبطة بكرامة الانسانية جمعاء.

واعرب البابا في مؤتمر صحفي مشترك مع الرئيس التركي رجب طيب اردوغان عن تأثره المباشر من الحالة المأساوية على الحدود مع سوريا مبينا أن مساعدة المجتمع الدولي للاجئين يعتبر التزاما أخلاقيا.

وأشاد رئيس الفاتيكان بما وصفه “الكرم الكبير” الذي قدمته تركيا في استقبالها للاجئين السورين مشددا على عدم الوقوف موقف المتفرج تجاه الاسباب التي افرزت هذه المأساة.

ولفت البابا إلى ان الأعمال الإرهابية لا تزال مستمرة في سوريا والعراق مضيفا أن تلك الأعمال تنتهك أبسط القواعد الإنسانية وتمارس عمليات التهجير بحق الأقليات التي لا تقتصر فقط على المسيحيين والإيزيديين.

وأشار البابا إلى نزوح مئات الآلاف من الناس عن بيوتهم وتركهم أوطانهم من أجل النجاة بأرواحهم والحفاظ على معتقداتهم.

من جهته أعرب أردوغان عن اعتقاده بأن زيارة البابا ستترك أثرا إيجابيا للغاية على العالم الإسلامي مؤكدا رغبة بلاده في أن تكون الزيارة التاريخية خطوة أولى لمسيرة جديدة نحو تحالف الحضارات والسلام العالمي.

وأكد اردوغان ان الرسائل التي سيتم إرسالها اليوم من تركيا لن تصل فقط إلى تركيا والفاتيكان بل الى عموم العالمين الإسلامي والمسيحي وستلقى أصداء من شأنها أن تعطي دفعة للأمل بتحقيق السلام.

واشار الى أن المباحثات بين الطرفين تحمل وجهات نظر متطابقة بشأن القضايا الدولية ومكافحة الإرهاب واستخدام العنف وهيمنة المال.

وشدد على ضرورة الأخذ بتوصيات وتحذيرات تركيا في ما يخص دعم ثقافة العيش المشترك على نطاق عالمي والتهديدات المتزايدة في الغرب وحساسيات الدول من بعض التطورات في الشرق الأوسط محذرا من مغبة تجاهل تلك التوصيات ضمن الجدل السياسي اليومي.

وأعرب عن أسفه من تنامي العنصرية والتمييز وكراهية الآخر وتفشي ظاهرة الإسلاموفوبيا وانتشار الأحكام المسبقة وتصاعد العداء تجاه المسلمين بشكل خطير في الدول الغربية.

وفي الشأن الفلسطيني قال أردوغان “إن إرهاب الدولة الذي يمارس في غزة بحق الأطفال الأبرياء والنساء والذي يؤدي إلى الموت لا يثير اهتمام العالم كما يستمر العالم في تجاهله للهجمات والانتهاكات التي تستهدف المسجد الأقصى أحد أقدس الأماكن الإسلامية”.

من جانب آخر رحب رئيس الشؤون الدينية التركية محمد غورماز بزيارة بابا الفاتيكان قائلا “أهلا بكم في مهد الأديان والثقافات وبلد السلام الذي يزخر بتجربة مديدة على صعيد العيش المشترك”.

واشار غورماز في مؤتمر صحفي مشترك مع البابا إلى “قيام وسائل إعلام عالمية ببث نوع جديد من الخطابات العنصرية التي تحض على ارتكاب جرائم كراهية ضد المسلمين” مبينا أن “تلك الخطابات من شأنها أن تولد كوارث تلوح في أفق مستقبل البشرية”.

وأضاف “إن تلك الطريقة لا تتسبب بالإهانة للاسلام فقط بل للقيم الفاضلة والعقل الراجح لجميع البشر من الشرق إلى الغرب ومن الشمال حتى الجنوب حيث يتم تحفيز الناس الأبرياء وتوجيههم لكي يصبحوا أعداء للاسلام والمسلمين”.

وذكر غورماز أن هذه المنطقة كانت على الدوام الوطن الامن لجميع البشر بغض النظر عن أديانهم وأعراقهم لأنها كانت المدافع عن ضمير الإنسانية والتراث الإنساني العريق إضافة لقيم القانون والعدالة والحضارة لافتا الى أنها احتوت على كنس يهودية وكنائس مسيحية بقدر ما احتوت على مساجد للمسلمين.

ولفت إلى أن المنطقة ما زالت كما في السابق تحتضن بين جنباتها لغات وأديانا ومذاهب ومفاهيم مختلفة وتمثل حضارة تهيمن عليها القيم الإنسانية التي تضمن للجميع العيش بسلام في ظل القانون والعدالة.

وتعتبر زيارة البابا فرانسيس الاول الى تركيا الرابعة لرئيس الفاتيكان بعد زيارة البابا بولس السادس في عام 1967 ويوحنا بولس الثاني في عام 1979 وبنديكت السادس عشر في عام 2006.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.