مقالات

حكومة لم تسرنا باليسر فكيف بالعسر؟

باسل الجاسر

بلغ سعر برميل النفط الكويتي إلى ما دون السبعين دولارا ومازالت الحكومة تعلن أن الأمور محسوبة وقد حاولت أن أعرف كيف هي محسوبة وما الفلسفة أو الرؤية أو الإستراتيجية، ولكني عجزت ولم أجد تبريرا أو مبررا سوى أن حالنا أفضل من الدول الأخرى ولكنهم لم يحددوا أيا من الدول يقصدون، ومع ذلك إن كانوا يقصدون جوارنا فإن حديثهم خاطئ جملة وتفصيلا فعلى سبيل المثال فإن الإمارات الشقيقة تعتمد في موازنتها على النفط بنسبة 50% فقط والنصف الآخر يمول من موارد أخرى، أما الشقيقة الكبرى السعودية فهي قطعت شوطا بعيدا في تنويع مصادر دخلها وخصوصا فيما يتعلق بالبتروكيماويات وتخفيض كمية تصدير النفط الخام.. وكذلك هو الحال بالنسبة لعمان رغم أنني لا أملك تفاصيل.
أما إذا كانت مقارنتهم مع إيران فإن هذه مقارنة فاسدة فالاقتصاد الإيراني يعاني اختلالات سابقة على انخفاض أسعار النفط وصمدوا وهم تحت الحصار الدولي بما يعني تنوع مصادر الدخل، كما انهم يصدرون الحد الأدنى من قدرتهم التصديرية بسبب قدم الحقول وتعرضها لضربات عسكرية وعدم قدرتهم على التجديد بسبب الحصار.. إذن جوارنا كله افضل منا حالا بما فيهم إيران فالجميع اعتماده على النفط أقل منا فنحن فقط لازالت موازنتنا تعتمد على النفط بما يزيد على 90%، ولدينا ما هو أمر وأنكى حتى لو استمرت أسعار النفط فوق الـ 100 دولار، والذي يتمثل في الفساد والهدر وسوء الإدارة فالفساد صوره كثيرة ليس أولها الداو ولن يكون آخرها تدخل الحكومة ومجلس ليس للمحاسبة والمساءلة في تأخر تسليم جامعة الشدادية التي بموجب المناقصة المفروض الانتهاء من المرحلة الأولى في مطلع 2015 فتدخلت السلطتان لتأجيل الموعد الى 2019 بموجب قانون اقترحته الحكومة ووافق عليه مجلس الأمة..؟ أما الهدر فقد حدثنا عنه تقرير ديوان المحاسبة ولكن لم تشعر الحكومة ولا مجلس الأمة بأي حرج بل ان الحكومة واجهت انخفاض أسعار النفط من خلال تعميم وزعته على الوزارات والهيئات الحكومية تطالبهم بوقف مكافأة الأعمال الممتازة والترقية بالاختيار وما شابه من إجراءات خزعبلية..؟ أما سوء الإدارة فهي العلامة المميزة لهذه الحكومة منذ أواخر 2011 فيكفي أنها أول حكومة في تاريخ الكويت السياسي التي تفشل في تنظيم عمليتين انتخابيتين وفق الدستور والقانون.. وفشلت في عمل أي شيء لتنويع مصادر الدخل الوطني، وفشلت في محاسبة أي فاسد في هذا الوطن رغم كثرتهم وتكاثرهم كل يوم، وفشلت في تحقيق اي إنجاز لهذا الوطن العزيز وهذا الشعب الكريم في أي مجال..؟ لذلك فإنني أقول حكومة لم تسر هذا الوطن وأهله في اليسر وارتفاع الإيرادات، فمن المؤكد انها لن تقدم أي شيء في ساعة العسر ونكسة تراجع الإيرادات.. والفائدة الوحيدة التي من الممكن ان تقدمها هذه الحكومة لهذا الوطن هو الرحيل وتوسيد الأمر لغيرها لعل وعسى ان يبزغ أمل.

فهل من مدكر؟

baselaljaser@hotmail.com

@baselaljaser

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.