الحلقة الأضعف
كحلوا عيونكم بما تمخض عنه اجتماع مسؤولين المفروض ان يبحثوا عن مصلحة المواطن جنبا الى جنب مع مصلحة غيره.تحديد ساعات عمل الخادم بثماني ساعات، مع دفع أجر اضافي لساعات العمل الاضافية التي لا يجب ان تزيد عن ساعتين يوميا.حظر حجز جواز السفر، ومنح المستخدم حرية التحرك، وحرية السكن خارج المنزل اذا أراد مع حرية السفر في أي وقت.بشرى بافتتاح قريب لمركز ايواء العمالة الذي يعد من أفضل المراكز المتخصصة لخدمة ورعاية وتأهيل العمالة المنزلية في الشرق الأوسط.قارنوا ذلك بالتالي: سعر استقدام الخدم تضاعف عدة مرات، ولم يتخذ أحد أي اجراء لضبط تلك الزيادات غير المبررة التي تصب في مصلحة أصحاب مكاتب الاستقدام.مكاتب الاستقدام المضمنة لآسيويين يشتغلون فيها لحسابهم أصبحت تتآمر على الكفيل الكويتي، وتتفق مع الخادمات على الهروب من المنزل فور اكمال المئة يوم ضمان ليبدأ بعد ذلك اللف على البيوت، وتتكرر نفس الحيلة مع آخرين متسببة بالخسائر المادية والجهد للكفلاء، وأيضا لم يتصرف أحد، ولم يستخدم مسؤول صلاحياته لمنع ذلك التحايل والنصب على الناس.بعد هربها تعمل الخادمة في مكان ما بالسنة والسنتين والى ما شاء الله الى ان يتم الامساك بها في جولة تفتيشية للشرطة، فلا يصيبها من العقاب شيء، اللهم الا الابعاد لبلدها بما كنزت أو كسبت من مال، ويغرم الكفيل الذي لم تعمل عنده الا قليلا ثمن تذكرتها، واذا لم يفعل عوقب هو على الرغم من أنه غير مذنب، وأيضا لا وجود للدولة التي يجب عليها ان تحمي حقوق مواطنيها كما تفعل الدول الأخرى.معاش الخادمة ارتفع من 60 ديناراً الى 120 بدون ان نعرف من رفعه وعلى أي أساس، على الرغم من ان أكل الخادمة وشربها وملابسها وحاجاتها الشخصية على أهل البيت، وتم تطبيق هذا القرار على القرعة وأم شعر فتساوت الفطينة مع الغبية، والنشيطة مع الكسولة، والمدربة مع الجاهلة، وصاحبة الخبرة مع القادمة حديثا من قريتها، وكالعادة الجماعة سكتم بكتم، ولا حياة لأحد.الخادمات يضربن عيالنا، ويسرقن منازلنا، وينتهكن خصوصيتنا، ويدخلن الغريب غرف نومنا، وبعضهن قتلن منا من قتلن ومع ذلك هن البريئات والكفيل الكويتي شيطان يعذبهن ويعتدي عليهن وينتهك حقوقهن.أهل الكويت يتميزون بالطيبة، وغالبيتهم يخشون الله في خدمهم، ويرحمون ضعفهم وغربتهم، ويعاملونهم بما يرضي الله، واذا أساء نفر قليل لخدمهم، وشوهوا الصورة الطيبة للكويتيين فليس معنى ذلك ان يعاقب الجميع، فتخرج لنا دولهم وسفاراتهم بقرارات تطبق علينا كلنا بلا تمييز، وتأتي حكومتنا وتبصم عليها بالعشرة بدون حتى ان تناقش أو تعترض.خدم المنازل شر لابد منه، فليس من الحصافة ادخال ناس غرباء البيوت وتركهم يعيشون فيها براحتهم، ولكن نمط الحياة في الكويت، والبيوت الكبيرة حتمت ذلك، ولكن هل يستوجب ذلك ان يتأذى الكويتي لأنه محتاج الى من يخدمه.أخيرا عندي سؤال بالنسبة للثماني ساعات العمل تلك كيف نحسبها وعمل الخادمة موزع على مدى اليوم، هل نضع لها دفترا نكتب فيه في كم دقيقة كنست غرفة، أو غسلت مواعين، وكم استغرقت في تنظيف حمام، أو كي ملابس، وكم أخذت في عمل قوري شاي وقهوة، فيا من وضعتم القانون وبصمتم عليهم شرايكم تنورونا!
عزيزة المفرج
almufarej@alwatan.com.kw