مقالات

أربعائيات..د. أحمد الربعي

قال: “تقسو قليلا” !
قلت: إنها قسوة المحب ، إنها رغبة جامحة ، و حلم مشروع في أن نرى وجه الوطن نظيفا من الدمامل !
إنها قسوة الذين لا يقبلون لسفينة جميلة أن تتحطم على صخور العناد و صخرة الفردية ، و رفض الاستماع للآخرين !
قال: “لما يحدث ذلك” ؟
قلت: ربما أن ذبابا يتجمع حول من تحب ، أو ثعالب تبحث عن فرائسها ، تصور الخير شرا ، و تحاول أن تمنع كل مخلص من أن يساهم في دفة السفينة الجميلة !
قال: “و ماذا عن الركاب” ؟
قلت: بشر مسالمون ، أثبتت تجربة الرياح العاتية ، و الجراد الأصفر القادم من الشمال إلى جذورهم تضرب بعيدا في الأرض ، و إنهم كالأشجار يموتون واقفين ، و إنهم لا يريدون بديلا للربابنة الذين يمسكون بالدفة ، لكنهم يتحسرون على السفينة الجميلة ، و يخافون عليها و ترتفع أصواتهم من أجلها .
أخاف عليهم من الإحباط ، و من الانفلات ، و من الشعور بأنه لا أمل يرتجى في نهاية النفق !
قال: “و ماذا بعد”؟
قلت: هذا قدرنا ، و هذا بيتنا ، نحاول ، و سنظل نحاول في أن يكون نظيفا، و أن تكون شبابيكه مفتوحة ، و قلوب أبنائه مليئة بالدفء و المحبة ، المهم ألا يتسلل الإحباط إلى قلوبنا ، و أن نرفع أشرعة التفاؤل من أجل أطفال يكبرون ، و آخرين يتكونون في أرحام أمهاتهم.. من أجل وطن جميل صغير.

” أربعائيات..د. أحمد الربعي “

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.