مقالات

التوعية ثم التوعية!

تلقيت رسالة من دكتور متخصص في أمراض الجهاز الهضمي ويعمل بالقطاع الخاص يعقب فيها على مقال لي حول ضرورة الكشف المبكر لامراض كثيرة، ومنها السرطان.. الامر الذي يجنب المريض الدخول في متاهات كثيرة يكون هو في غنى عنها.. الامر الذي يساهم ايضا في تقليص الانفاق على علاج كثير من الامراض الصعبة التي تتكلف مبالغ باهظة.

فالكشف المبكر يكلف القليل مقارنة بالعلاجات اذا ما تقدم المرض.. الامر الذي يتطلب من وزارة الصحة الانفاق كثيراً على برامج التوعية بكل الوسائل المتاحة، حفاظاً على حياة المواطنين والمقيمين.. وايضاً لتقليص نفقاتها في حالة انتشار الوعي والفحص المبكر.

ولكن الفحص المبكر يحتاج الى طواقم جاهزة لاستيعاب الاعداد الكبيرة الراغبة في الاطمئنان على صحتها.. لا ان ينتظر الواحد منا اشهراً طويلة لاجراء الفحص المطلوب، او التوجه الى المستشفيات الخاصة للتغلب على عامل الوقت.. وهناك الكثير الذي لا يقوى على دفع فواتيرها المبالغ بها بعض الاحيان.

يشير الدكتور الفاضل في رسالته الى نقطة غاية في الاهمية بالنسبة الى الفحص عن سرطان القولون.. الذي يتطلب الفحص بالمنظار من منطقة تتردد كثير من النساء في القبول بها اذا لم تكن هناك طبيبات متخصصات.. وهذا هو الواقع، ان كثيرا من النساء لا يراجعن الدكتور مع وجود عوارض المرض مثل الدم بالبراز او تغير لونه لهذا السبب..

يقول الدكتور الفاضل ان هناك كثيرا من الفحوصات البديلة للمناظير مثل فحص الاورام tumer markers والاشعة المقطعية وثلاثية الابعاد والكبسولة الذكية.. كما ان هناك ملابس خاصة لستر المرأة اثناء المنظار..

لا بد من التفكير جديا في تكوين طواقم طبية نسائية لامراض تجد المرأة حرجا في الكشف عنها.

مهم جدا موضوع التوعية، وخاصة في الامراض الصعبة التي لا حل لها اذا ما تمكنت من الانسان.. فالانفاق على برامج التوعية يجب ان يكون مستمراً ولا يكون بمواسم معينة او مناسبات محددة.. شرط ان يقابل هذا الزخم من التوعية اجهزة وطواقم كافية لاستيعاب الوعي المرتقب واقبال الناس على الفحوصات بأنواعها.

من الامور المقلقة في الموضوع ان الاورام خلال السنوات المقبلة ستصيب صغار السن اكثر، الامر الذي يوجب اجراء مناظير القولون من سن مبكرة لكثرة الحالات المكتشفة.. وعدم الانتظار الى ما فوق سن الـ50 كما هو متعارف عندنا.

اتمنى للجميع الصحة.. واتمنى من «الصحة» ان تلتفت الى موضوع التوعية اكثر واكثر.. والاكثر من ذلك توفير طواقم الكشف المبكر من خلال تخصيص مراكز بعيدة عن المستشفيات وازدحامها.. تكون هذه المراكز منتشرة بين المناطق السكنية تشجيعاً للكشف المبكر.

اقبال الأحمد

Iqbalalahmed0@yahoo.com

Iqbalalahmed0@gmail.com

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.