وزير الإعلام يدعو لاستراتيجية توعوية للتصدي للارهاب
دعا وزير الإعلام ووزير الدولة لشؤون الشباب الشيخ سلمان صباح السالم الحمود الصباح هنا اليوم إلى إطلاق استراتيجية توعوية للتصدي لظاهرة العنف والتطرف والإرهاب.
وقال الشيخ سلمان الحمود في كلمة خلال أعمال الدورة العاشرة للمؤتمر الإسلامي لوزراء الإعلام ألقاها نيابة عنه الوكيل المساعد لقطاع الإعلام الخارجي فيصل المتلقم إن تلك الظاهرة “باتت تمثل هاجسا قويا لتقويض جهود البناء والتنمية واستقرار السلام والأمن في دولنا من أجل بناء علاقات إنسانية حقيقية بين الشعوب الإسلامية وبقية شعوب العالم بما يوفر أجواء التعايش السلمي بين الأمم والشعوب ويصحح الصورة المغلوطة عن الإسلام في المجتمعات الأخرى”.
وأضاف خلال المؤتمر الذي يعقد تحت عنوان (التقارب الإعلامي لأجل السلام والاستقرار في العالم الإسلامي) أن “دولة الكويت تطالب وسائل الإعلام بكافة وسائلها التقليدية والجديدة في دولنا الإسلامية بتحمل مسؤولياتها الآن أكثر من أي وقت مضى للعمل نحو مزيد من التعاون والتنسيق لتنوير الرأي العام”.
وشدد وزير الإعلام ووزير الدولة لشؤون الشباب على أن دولة الكويت ترى أهمية كبيرة في إيجاد نوع من التعاون والتنسيق والتوأمة بين العمل الإعلامي والدبلوماسي لدعم التوجهات الإعلامية داخليا وخارجيا لمجابهة الحملات التي تستهدف صورة الإسلام والمسلمين في الإعلام الدولي في ظل تنامي ظاهرة رهاب الإسلام (إسلاموفوبيا).
وأشار إلى أن ذلك يؤكد الحاجة الملحة لابتكار أفكار خلاقة لتطوير آليات الإعلام التابعة لمنظمة التعاون الإسلامي بما يواكب التطورات المتسارعة في وسائل الاتصال العالمية وقدرتها على التأثير والانتشار وبما يمكنها من نقل قضايا العالم الإسلامي للعالم الخارجي وفي مقدمتها قضية فلسطين وحق شعبها في إقامة دولته المستقلة على ترابه الوطني وعاصمتها القدس بالإضافة إلى المسجد الأقصى الذي يتعرض يوميا لأبشع أنواع الجرائم الإسرائيلية.
وأكد أن دولة الكويت تولي من خلال منابرها الدبلوماسية والإعلامية أهمية عظمى لمسألة تعزيز ثقافة السلام وتشجيع الحوار بين الأديان والحضارات والثقافات خاصة في الوقت الذي تزايدت فيه موجات التطرف والتعصب والإرهاب الذي يؤثر بشكل مباشر على الصورة الذهنية الخاصة بالعالم الإسلامي في وسائل الإعلام الخارجية.
وشدد في هذا الإطار على أن مبادرة حوار الأديان والثقافات التي أطلقها خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود في القمة الإسلامية بمكة المكرمة عام 2005 تمثل أساسا ومرتكزا مهما في إستراتيجية الإعلام الإسلامي والتي يجب استثمارها بخطة إعلامية متكاملة للتوجه بها إلى العالم الخارجي بفكر ولغة وخطاب إعلامي تتماشى مع تركيبته الثقافية بهدف تصحيح صورة الإسلام المغلوطة في الإعلام الخارجي وإيضاح رسالته النبيلة وقيمه السامية من خلال تفعيل وتطوير دور وكالة الأنباء الإسلامية واتحاد إذاعات الدول الإسلامية وتعزيز التعاون بين كافة المؤسسات الإعلامية بدول العالم الإسلامي.
وقال إن “صناعة الرأي العام بما تمثله رسالة الإعلام بها من قاعدة أساسية تقوم عليها نهضة الأمم نحو تحقيق التقدم والازدهار والانفتاح على الآفاق الإنسانية وإعلاء البناء الديمقراطي والاقتصادي وتعزيز النماء الاجتماعي من خلال نشر قيم الحوار مع الآخر وإشاعة ثقافة الوئام والتسامح والتفاهم والاحترام المتبادل بين الأمم والشعوب يجب التركيز عليها وتوجيهها نحو الناشئة والشباب الذين يمثلون قوة الحاضر وفكر المستقبل”.
وأوضح الشيخ سلمان الحمود أن ذلك يأتي “من خلال تعاون حقيقي وجاد بتنظيم الملتقيات الإعلامية بين المشتغلين بصناعة الإعلام الرسمي والخاص في دولنا.. وللكويت قصب السبق في المبادرة بإرساء ثقافة الملتقيات الإعلامية على المستويين الخليجي والعربي”.
وأضاف “ونؤكد هنا أن ما تقوم به دولة الكويت من جهد في هذا الاتجاه كان له آثاره الكبيرة عن طريق إرساء السلام والأمن ومجابهة أفكار التطرف والغلو ونبذ الإرهاب الذي يضرب ببعض دول عالمنا الإسلامي فأفقدها الأمن والأمان وأضاع مقدراتها وجرها للخلف سنوات”.
وتطرق وزير الإعلام ووزير الدولة لشؤون الشباب كذلك في كلمته إلى التقدير والتكريم الأممي الفريد من نوعه في تاريخ منظمة الأمم المتحدة لدولة الكويت وقيادتها ممثلة بسمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح في مجال العمل الإنساني إغاثيا وتنموية لخدمة البشرية على المستوى الدولي.
وأكد أن إطلاق الأمم المتحدة لقب (قائد للعمل الإنساني) على سمو أمير البلاد وتسميتها دولة الكويت (مركزا للعمل الإنساني) بمثابة تكريم للأمم الإسلامية كافة وليس مقصورا على دولة الكويت فحسب مشيرا إلى أن التكريم الأممي جاء نتيجة عمل وجهد مخلصين قولا وفعلا بمفهوم الإنسانية الواسع المستند إلى تعاليم ديننا الحنيف الذي يجب على إعلامنا بوسائله المتنوعة إبرازها والتأكيد عليها في كل وقت وحين لإشاعة قيم وأجواء السلام والأمن.
وأعرب الشيخ سلمان الحمود في كلمته أيضا عن شكره وتقديره لجهود إيران في استضافة الدورة العاشرة للمؤتمر الإسلامي لوزراء الإعلام وللأمانة العامة لمنظمة التعاون الإسلامي على جهودها في الدعوة لعقد وتنظيم الدورة.