لن نسمح لك يا وزير الإعلام.. بإهدار المال العام!!
ازدانت صحيفة عمل وزير الاعلام والشباب بالنقاط السوداء، وكنت أحسبه سيزينها بالبياض منذ ان استبشرت بتقلده تلك الحقيبة.. ولكنه ما حدث هو العكس تماماً!! وهذا ما سيعلق بتاريخه الى الأبد، وقبل ان يصور لك خيالك يا معالي الوزير انني أتقول عليك، فكر ملياً في حجم وكم المال العام الذي بددته وأهدرته ولا تزال تهدره بسياساتك الحالية!!
نعم.. صحيح.. وأكررها أنت تعبد كرسي الوزارة وتهدر المال العام.. وأحيلك الى تقرير ديوان المحاسبة الذي يحوي فضائح تزكم الأنوف، والتي أعتدت ان تلقي بها على عاتق غيرك!!
٭٭٭
لقد فاحت من وزارتك رائحة «التكسب» بغير حق.. وهو أمر مخز.. وفاحت رائحة الهدر وروائح العبث والاستهتار، وقسماً بالله لو كان هناك ضمير حي في هذا «المجلس» لما استمررت بعملك يوماً واحداً!!
هذا عن الهدر المالي الموجع أمام التخبط الاداري الذي جّمد وكّبل الوزارة، فحدث عنه ولا حرج.. فالوزارة تعيش حالة غليان.. موظفوها على فوهة من نار ينتظرون الانفجار بسبب اللجان التي شكلتها، وأئتمرت بأمرك، لأنك صاحب القرار فيها، حيث قمت بتسكين موظفين لا يستحقون الترقيات، لكنك منحتها لهم بمعيار واحد أوحد.. هو ولاؤهم لك ولمن تحتمي بهم!!
معالي الوزير الذي كنت من أشد المتحمسين له.. عندما أصدرت القرارات الادارية العديدة الخاطئة، ثم جاءت المحكمة اليوم لتلغى لك أكثر من 100 (مئة) قرار قمت باصداره؟ هل هذا ممكن، هل هذا معقول؟ وفي أي وزارة مثل حدث هذا التخبط؟!
٭٭٭
ألا تدري – معاليك – ان هذا الأمر سيتسبب في العودة على الوزارة بعشرات التعويضات عن الاضرار التي لحقت بالموظفين من هذه القرارات غير المسؤولة التي ألغتها المحكمة؟!
وهي بسبب تشكيلك للجنة «التسكين» على أساس الهيكل التنظيمي الجديد بعيداً عن الوكيل الأصلي للوزارة، وهي اللجنة التي أرتكبت أخطاء فادحة، الا أنك بدلاً من ان تصححها أو تعتذر عنها وتتحمل بشجاعة مسؤوليتها، اذا بك تلقي باللائمة على الآخرين.. هذا ما تفعله أنت دائماً.. فعلته في السابق.. وستظل تفعله متصوراً ان فيه «نجاتك»!!
والمفارقة ان الوكيل بريء مما نسبته اليه، فبدلاً من ان (تطيب خاطره) اذا بك تقوم بسحب اختصاصاته هي من أساس وصميم عمله وكأن لسان حالك يقول: «أنت السبب».. مع أنك تعرف ان هذا عار عن الصحة تماماً!
وقد سبق أنك قمت بنفس الفعل عند تحويلك للفنانين الرواد الأوائل الى النيابة.. بقرار خالص منك، وحينما أتيح لك ان تتنصل من المسؤولية، سارعت بالقائها على الوكيل أمام رئيس الحكومة.. وهذا ما أكدته لي مصادري!!
٭٭٭
من المؤسف أنني وثقت بأنك ستقوم بالأمر المناسب في المكان المناسب.. فأسوأ ما في الكويت اليوم ملف اعلامها الرسمي.. ولم يكن يدر بخلدي انك سترتكب كل هذه السقطات تباعاً، مثل تقديمك مشروع قانون الاعلام الموحد، أو حتى قانون تنظيم الاعلام الالكتروني الذي قدمته أخيرا، فقد كتب بصيغة تجعل من وزارة الاعلام أشبه ما تكون بالسجن المركزي.. الذي سوف يحتضن كل رأي مخالف!
كل هذه السقطات كان بالامكان معالجتها، أما سقطة التطاول على المال العام واهداره فهذا والله ما لا يمكن السكوت عليه أو القبول به.. ذلك انك في هذه الحكومة تشرف على وزارتين وكل وزارة لها ميزانية، تبلغ نحو 100 مليون دينار، ومع هذا فاعلامنا الرسمي سيئ.. وفاشل.. ولا تطور.. ولا مواكبة للعصر؟!
لم يحدث حتى ان تفاعلتم مع توجيهات صاحب السمو، الذي سبق ان وجهكم الى ضرورة الاعتناء والاهتمام بالشباب، والأهم اللحمة الوطنية بين أبناء الشعب الواحد.. فلم تولوا توجيهات سموه ولا منظوره الذي نظر به أدنD اهتمام!!
٭٭٭
فقد اخترتم ان تبتعدوا عن هذه التوجيهات وهذه الرؤى بدليل أنك سارعت وأعطيت لرئيس المجلس كل ما يريده، ليس على الصعيد الاعلامي فقط، فقد ساعدته بما منحته له على ان يقسم البلد أكثر، وأن يزيد الهوة بين أطياف الشعب الكويتي، فدولة الرئيس (مرزوق) لم يكتف باستخدام السلطة التشريعية لضرب خصومه فقط، وكان آخر ما فعل الكلمة التي ألقاها أمام حضرة صاحب السمو وولي عهده في افتتاح الفصل التشريعي الثاني، حيث تطاول على خصومه وتجاوز بحقهم على الملأ وخاض بقضية منظورة أمام القضاء، وكان ذلك مفاجئاً لكل من استمع الى خطابه، وهو الخطاب الذي كان على النقيض تماماً من خطاب صاحب السمو، الذي دعا الى العمل على زيادة وحدة الوطن!!
٭٭٭
يا وزير الاعلام.. أعطيت دولة الرئيس (مرزوق) قناة تلفزيونية، اغتصبت من المال العام، وهي فاقدة بكل الاشكال لأي صيغ وجود قانونية تنظم عملها أسوة بباقي الوسائل الاعلامية والتي تخضع لقوانين النشر، فهذه القناة التي منحت «استديو» مجهزا صرف عليه مئات الآلاف من وزارة الاعلام، مزودا بمواد وأرشيف وأيضاً بموظفيه فكيف يتم ذلك؟ وكيف تمنح موافقتك على التعدي على النظم المعمول بها في الدولة، كيف يقوم موظفون رسميون يعملون في وزارة الاعلام بالعمل في هذه القناة من دون سند قانوني، وفي نفس الوقت توفر لها كل الامكانات لكي تساهم هذه في ضرب خصوم دولة الرئيس، وتساهم في شق الوحدة بين فئات الشعب فهذه القناة تتعمد ضرب النواب المستقيلين الذين اختاروا طريقهم والمعارضة المبتعدة منذ سنين وأي صاحب رأي مخالف له، فهل هذا هو المطلوب؟ ان تسخر امكانات الدولة لرئيس المجلس لكي يقتص من خصومه، أي زمن هذا الذي نعيش فيه عندما نجد تلفزيون دولة الكويت في البرنامج الخاص بالرياضة يشتم أحد أبناء الأسرة الحاكمة، ويتلفظ عليه بكلمات غير لائقة مثل: (يا وجه استح)!!
٭٭٭
ليس هذا وحسب بل نرى وكالة الأبناء الكويتية (كونا) أيضاً، هذه الوكالة العريقة الرزينة التي تنقل وجهة نظر الحكومة رسمياً نفاجأ بها تنقل تصريحات رسمية لرئيس المجلس، يتبادل فيها التراشق اللفظي مع خصومه السياسيين؟! ألهذه الدرجة أصبح الاعلام الرسمي مسخراً لدولة الرئيس ويساهم في زيادة الاحتقان بين أفراد المجتمع؟!
وبفلوسنا ومن المال العام الذي يصرف دون وجه حق ومن دون سند قانوني يتاح لمرزوق وقناته ان يشتما أبناء الأسرة وان يضربا الخصوم، هل هذه الرسالة المطلوبة منك القيام بها؟!
أم انك يا وزير الاعلام.. تبحث عن حليف لك ووجدت في رئيس المجلس ضالتك.. وأصبح هو سندك؟! أين رئيس الوزراء من كل هذا؟! يفترض ان يكون سندك القانون والحفاظ على المال العام، لا ان يكون سندك (مرزوق) وما يشتهيه، فبهذا أصبحت اليوم وزيراً في امبراطورية دولة الرئيس وليس في مجلس الوزراء!!
٭٭٭
الشق عود يا وزير الاعلام.. وأعلم اننا لن نسمح لك بالتطاول على المال العام وأن تقوم باهداره عبر اصدار قرارات غير صائبة، تعود بالضرر على الوزارة بملايين الدنانير، ولن نسمح لك بأن تستخدم الدولة باعلامها مطية لرئيس المجلس، ولن نسمح بأن تمر ملاحظات ديوان المحاسبة هكذا مرور الكرام، فالديوان تساءل أكثر من مرة أين ذهبت تحديداً الـ (5 ملايين دينار) في بند (لزوم الشيء أعلاه، وأنت تعلم جيداً ما هو المقصود)!! وكل الذي تفعله هو تأجيل الرد ولكن سآتي على هذا في مقالي المقبل لأكمل لك الردود أكثر وبالتفصيل!!
٭٭٭
خالص عزائي..
خالص عزائي ومواساتي لأخي العزيز وزميلي في محراب الصحافة يوسف عبدالرحمن (بومهند) وزوجته الغالية (أم مهند) في مصابهما الجلل، وفقدانهما الابن الشاب الخلوق أحمد، تغمده الله بواسع رحمته وألهم ذويه وأهله الصبر والسلوان، «انا لله وانا اليه راجعون».
.. والعبرة لمن يتعظ!!
منى العياف
alayyaf63@yahoo.com
twitter@munaalayyaf
“الوطن”