رياضة عالمية

الرقم الخطير الذي يهدد مشروع مانشستر سيتي

يعيش مانشستر سيتي مرحلة مهمة في مشروعه، فالنادي الذي تحول لقوة كروية بعد الملكية الإماراتية بات محاصراً بقوانين اللعب المالي النظيف، ولم يعد ممكنا إعادة فلسفة رفع الجودة من خلال سوق الانتقالات فقط التي كانت متبعة لديه ولغيره من الفرق صاحبة القوة الشرائية الكبيرة.

وتلقت المشاريع الاستثمارية الجديدة مثل مانشستر سيتي وباريس سان جيرمان وموناكو ضربة قوية يمكن وصفها بالغادرة مقارنة بالمشاريع الأقدم منها، حيث قال ناصر الخليفي رئيس النادي الفرنسي ما معناه “إن أندية مانشستر يونايتد وتشيلسي وريال مدريد وبرشلونة يستثمرون منذ عدة سنوات، والآن جاء تطبيق القانون على الاستثمارات الجديدة فقط”، وهو ما عززه جوزيه مورينيو بقوله “قوانين اللعب المالي النظيف تساعد الأقوياء”.

الرقم المقلق يتمثل بأن مانشستر سيتي أكبر فريق من حيث متوسط أعمار لاعبيه في الدوريات الخمس الأوروبية الكبرى، حيث يبلغ متوسط أعمارهم 29 سنة، ونجمه يايا توري مثلاً بات في الـ 31 من عمره، ويملك الفريق ثلاثة لاعبين فوق 33 سنة، في حين أن جملة من اللاعبين الأساسيين يشتركون بسن 29 وهم خيسوس نافاس وفرناندينيو وكليشي وزاباليتا وكولاروف.

رقم خطير تدركه إدارة مانشستر سيتي بالتأكيد، وعليها العمل على التخلص من شبحه في أسرع وقت ممكن، وإن كان هناك عائق الأجور المرتفعة التي تتقاضاها هذه الأسماء، وصعوبة تعويضهم بجودة أعلى في ظل قوانين اللعب المالي النظيف حتى يتحسن النموذج التجاري للنادي بشكل يضمن له دخلاً مستقلاً أعلى.

ويعد ريال مدريد واحداً من أفضل الأمثلة لاستراتيجية خفض الأعمار في سوق الانتقالات الأخيرة، فباع أنخيل دي ماريا (26 عاماً) وجلب خيميس رودريجيز (23 عاماً)، وكذلك الحال مع تشابي الونسو ودييجو لوبيز حيث استبدلهما بمن هم أقل سنا؛ توني كروس وكيلور نافاس، مع عمل واضح على تأهيل أسماء شابة من أكاديميته.

مشكلة الأعمار المتقدمة لا تتعلق فقط بالنواحي الرياضية من حيث عدم قدرة هذه الأسماء على لعب 3 مباريات في أسبوع واحد، بل تتعلق أيضاً بالنواحي التجارية؛ حيث يتم دفع أجور لمن يلعبون عدداً أقل من الدقائق، وكذلك كثيرو الإصابات، إضافة إلى أن قيمة بيعهم تصبح قليلة، فالتفكير الصحيح الآن في الأندية عند شراء لاعب يتمثل بسؤال “ما المبلغ الذي يمكن بيعه به بعد “عدد معين” من السنوات؟”.

ولا يمكن تجاهل استثمار الفريق الأزرق بقوة في أكاديميته التي كانت في الماضي منجماً للمواهب الشابة، وقد يكون وجود أعضاء سابقين من إدارة برشلونة في إدارة القمر الأزرق تجاوباً استراتيجياً مع هذا الرقم المقلق للمشروع، حيث يسعون لخلق أكاديمية مميزة مستدامة، في حين أن الصيف المقبل يمثل اختباراً مهماً لتجاوب إدارة مانشستر سيتي مع خطر هذا الرقم بشكل سريع حتى لا تسوء الأمور أكثر.
 
 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.