مقالات

يا لهول فرقكم الأمنية!

وزارة الداخلية من أكثر الوزارات احتكاكاً بالمواطن، فهي جهة رسمية يحتاجها المواطن في صباحه ومسائه، أكثر من أي وزارة اخرى، فهي تعني استقراره وأمنه وراحة باله. ورجالها في كل مكان، هم مبعث الاطمئنان لنا جميعاً، لانهم يمثلون القانون الذي يعني النظام، والنظام يعني الاطمئنان.. فتحية لهم.

قبل ايام نشرت الصحافة ان وزارة الداخلية شكلت فرقاً امنية، لاحظوا «فرقاً» امنية لرصد، لاحظوا «رصد» النشاطات والحفلات المخالفة، لاحظوا «الحفلات»، والنشاطات المخالفة للقانون خلال عطلة رأس السنة الميلادية.. لاحظوا «الميلادية».

فرق امنية لرصد؟! يا ريته الاعلان كان لرصد المخربين ومحاولات زعزعة امن البلاد، ومن يبث روح الفتنة، ومن يحاول اضرام نار الكراهية بين السني والشيعي والحضري والبدوي وبين السلفي والاخوان، يا ريته هذا الاعلان لفرق امنية تضبط التجاوزات في منفذ الكويت وواجهته، وهو المطار، لضبط من يسمح بمرور شنطة من دون التدقيق فيها، او من يتساهل في تفتيش مسافر لمجرد انه كويتي، وماكو الا العافية!

ليت هذه الفرق شكلت لضبط مستخدمي حارة كل من ايدو ايلو، «حارة الامان سابقا»، التي تمنع سيارة اسعاف من الوصول لمكانها في اسرع وقت، ليت هذه الفرق شكلت لمتلقي الرشى في الوزارات، الذين سمموا المجتمع وعطلوا الاعمال.

ليتها شكلت بالحماس نفسه لإعادة هيبة القانون للشارع والوزارات وكل المرافق العامة، واذا ما تساءلنا عن ماهية المخالفات في هذا اليوم بالتحديد، فهي لن تتجاوز ولن تتعدى صاحب العلاقة نفسه، ولن تضر غيره، كما يحصل في مخالفات الشوارع التي تقتل وتعيق الآخرين، عوضا عن المخالف نفسه، وكما يحصل في الفساد المتوطن بالوزارات، الذي يسمم مجتمعاً بأكمله ضحيته الأولى جيل الشباب النظيف.

هل نعتبر هذا اعلانا لرفض ومنع اي نوايا فرح وابتهاج الناس بالكويت، تحديدا برأس السنة الميلادية؟ وماذا عن رأس السنة الهجرية؟ هل رفعت من جدول جهوزية هذه الفرق، التي شكلت قبل اسابيع من موعد فرح الناس بدخول سنة ميلادية جديدة عليهم، في حال لا سمح الله وقع اي تجاوز؟!

اذا ناوين عليها على الاقل لا تعلنوا عنها، والا الشفافية وقفت عند هالموضوع، ولا بتقولون، خذوا بالكم لا احد يفكر في الشي اللي نقصده، والا فرق الرصد جاهزة من الحين لضبطه في هذه الليلة المتعوسة بالكويت. هذي الامور والمخالفات اللي تقصدونها موجودة كل يوم، وعند الكبار قبل الصغار، وتعرفون شنو معنى الكبار.. وسلامتكم!

● للعلم فأنا لا ابتغي من المقال ردا من العلاقات العامة النشطة بـ«الداخلية».

اقبال الأحمد

Iqbalalahmed0@yahoo.com

Iqbalalahmed0@gmail.com

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.