“الأبحاث”: السلاحف البحرية من أهم الكائنات المعمرة في بحار العالم .. وتحتاج حماية
أكد المدير العام لمعهد الكويت للأبحاث العلمية الدكتور ناجي المطيري وجود حاجة ملحة للعمل بشكل علمي وجاد لحماية السلاحف البحرية والحيلولة دون انقراضها لاسيما ان إعدادها تناقصت خلال العقود الأخيرة بدرجة كبيرة.
جاء ذلك خلال افتتاح أعمال الحلقة النقاشية الاولى حول (الحفاظ على السلاحف البحرية وحمايتها في الكويت) التي ينظمها المعهد على مدار يومين تحت شعار (نحو مستقبل أفضل في الخليج) بمشاركة هيئات ومنظمات وجامعات محلية وعالمية واقليمية منها الاتحاد الدولي للحفاظ على الطبيعة وبرنامج الأمم المتحدة للبيئة.
وقال المطيري ان السلاحف البحرية من أهم الكائنات المعمرة في بحار العالم واستطاعت عبر الفترات التاريخية المختلفة والبيئات المتباينة والتحولات المناخية التي مرت بها الكرة الأرضية العيش والتكيف مع التغيرات لكنها مهددة حاليا بخطر الانقراض عالميا.
واوضح ان الحلقة تناقش الجهود التي ينظمها المعهد في ضمن اطار اهتمامه بحماية التنوع البيولوجي واستدامة أنواعه والبحث عن حلول مناسبة تضمن الحفاظ على السلاحف البحرية في المياه الاقليمية الكويتية والمنطقة الخليجية.
وذكر ان الدراسات المحلية السابقة تشير الى ان المياه الاقليمية الكويتية تزخر بالعديد من السلاحف وتم رصد خمسة أنواع منها على الأقل ترتاد المياه وسواحل الجزر تحديدا للتكاثر ووضع البيض وفقسه.
وافاد بأن هناك العديد من المخاطر التي تهدد تلك السلاحف في البيئة البحرية الكويتية وفي البيئات البحرية الأخرى ويأتي على رأسها تدمير مواطنها ونفوقها بسبب التلوث وعمليات الصيد ما يتطلب إيجاد وسائل ناجعة لحمايتها وضمان استدامتها في مواطنها الطبيعية محليا ودوليا.
وقال ان الحلقة النقاشية تشمل ثلاثة محاور أساسية الأول يتعلق بالبحث عن أفضل الوسائل التي تكفل الحفاظ على السلاحف البحرية واستدامتها في المياه الكويتية وعموم مياه الخليج والاستفادة من الجهود المبذولة على النطاقات المحلية والدولية.
واضاف ان المحور الثاني يبحث في إبرام اتفاقيات تعاون بين دول المنطقة وبين المؤسسات والمنظمات العالمية فيما يخص نشاط حماية البيئة والاخير يتناول الوعي البيئي وضرورة نشره في المجتمع خصوصا عند النشء والشباب اجيال المستقبل.
وذكر المطيري انه سيتم تنظيم مهرجان يعنى بالحفاظ على البيئة البحرية ومكوناتها الحية في الكويت بما فيها السلاحف مبينا ان المشاركة فيه ستشمل طلبة جامعات ومدارس ومعاهد اضافة الى تدشين حملة تحمل عنوان (سفراء البيئة الصغار) يقوم خلالها الطلبة بنقل ونشر رسائل بيئية إلى مجتمعنا.
واعرب عن الامل في ان تخرج الحلقة بنتائج وتوصيات مهمة تتضمن أفضل السبل لحماية واستدامة السلاحف البحرية في مياه الخليج والوصول الى خطة مستقبلية للتعاون وتنسيق الجهود ووضع الاستراتيجيات التي تشمل خطط التعاون بين القطاعات الحكومية والمنظمات العالمية وجمعيات النفع العام.
من جانبها قالت مديرة الحلقة اماني الياقوت ان الهدف الأساسي من الحلقة هو بحث سبل التعاون والاستفادة من تجارب الباحثين والمختصين بهذا الشأن وتوفير مساحة خصبة للنقاش لتنتج افكارا جديدة من شأنها المساهمة في حماية السلاحف البحرية بالتعاون مع الجهات البيئية المحلية والاقليمية.
واوضحت الياقوت ان الحلقة ستناقش الوضع الحالي للسلاحف البحرية في العالم والجهود المبذولة للحفاظ عليها من خطر الانقراض والاختفاء والمشاكل التي تهدد استدامتها والمخاطر التي تواجه الحيوانات المهاجرة بالمنطقة والتطرق لافضل وسائل زيادة الوعي البيئي بين أفراد المجتمع.
واعلنت اطلاق المعهد حملة (الحفاظ على البيئة البحرية والسلاحف البحرية في الكويت) التي بدأت بالفعل بمشاركة 16 مدرسة وسفراء بيئة من الشباب والأطفال لنشر الوعي البيئي بالمجتمع.