مقالات

إسرائيل تعلن دعمها لجبهة النصرة

باسل الجاسر

منذ دخول قوى الإرهاب على خط الثورة السورية وتحويلها من ثورة سلمية إلى ثورة عسكرية مسلحة، من خلال جبهة النصرة وبروز دورها الفاعل في جبهات القتال وما حدث من انشقاقات عنها أدت لتأسيس عدد من الجبهات الإرهابية مثل أجناد الشام وداعش وغيرها كثير من المسميات ترفع شعار الاسلام وليس لها من الاسلام الا الاسم أما الممارسات فيعرفها الإسلام الصحيح بأنها إجرامية ويعاقب عليها بالدنيا والآخرة.

المهم منذ دخول جبهة النصرة على خط الثورة ولم تنقطع الاخبار عن دعم اسرائيل لهذه النصرة بالعتاد والمال والدعم اللوجستي من خلال المعلومات الاستخبارية واحيانا بالدعم العسكري، فعندما استولت جبهة النصرة على المنفذ الحدودي بين اسرائيل وسورية في الجولان المحتل وقد عجزت النصرة عن الاستيلاء عليه الا بعد ان تدخلت المدفعية الاسرائيلية التي ضربت القوات السورية المدافعة عنه بعنف ولم تتوقف إلا بعد استيلاء جبهة النصرة عليه.. كما ان الإعلام الإسرائيلي نقل ان مستشفيات اسرائيل تعج بجرحى جبهة النصرة بل ان نتنياهو زار بعض قادتهم اثناء علاجهم في إسرائيل ورغم كل هذا الا ان اسرائيل تنكر وتصفهم بـ «الارهابيين» في الوقت الذي تجاورهم على حدود الجولان وترسل لهم التعزيزات والامدادات والحدود هادئة مطمئنة بينما توجه جبهة النصرة جام ارهابها الاسود تجاه الجيش السوري المسلم بل والشعب السوري المسلم بكل عنف ويصادقون الكيان الإسرائيلي غاصب أراضي المسلمين.

ومطلع هذا الأسبوع أغار الطيران الإسرائيلي على مطار سورية وعشرة مواقع أخرى بسبب سيطرة الجيش السوري على زمام المعارك في محيط دمشق والغوطة الشرقية وعندما استشعرت جبهة النصرة الهزيمة استنجدت بسيدتها اسرائيل التي لم تتأخر في نجدتها وحلفاءها.. وبعد الغارات بقليل خرج علينا الطائفيون للتغطية على هذه الخيانة العظمى للإسلام والمسلمين وللعروبة، بأن هذه الغارات كانت تستهدف صواريخ قادمة من ايران لحزب الله ونسوا او تناسوا ان الهجوم الإسرائيلي كان لعشرة مواقع فهل يعقل ان سلاحا استراتيجيا يوزع على عشرة اماكن؟!

كما ان ايران لديها طائرات تهبط في مطار بيروت الذي يقع في الضاحية الجنوبية اي مقر حزب الله فما حاجتها لانزال هذه الصواريخ المزعومة في سورية..؟ ان هذه الاحاديث التي تسعى لتأجيج الطائفية ما هي الا الجزء الأهم من المخطط الماسوني الذي يجاهد في سبيل اشعال فتيله، فبه ومن خلاله «ان تفجر لا قدر الله» هو غاية مبتغى اسرائيل فهو الذي سيدمر المسلمين ويفك اعتصامهم بحبل الله ويسيل الدماء بينهم وبأيديهم.

لذلك عندما شعرت بأن جبهة النصرة بدأت تترنح هي وحلفاء أمام الجيش السوري في الغوطة الشرقية وجوارها تدخلت إسرائيل وعلنا، وللأسف نجحت في إرباك الجيش السوري وجعلته يتراجع عن ضغطه على عملاء الصهيونية، وكان هذا التدخل السافر بمنزلة إعلان رسمي بدعم إسرائيل لهؤلاء العملاء الشياطين الذين يتدثرون بالإسلام لذبح المسلمين ولا حول ولا قوة إلا بالله.

وأمام هذه الوقائع والخيانات والعمالة للصهاينة أعداء الله والمسلمين والعرب أجمعين، بالإضافة للمشهد الدامي لشعب السوري الذي قتل منه اكثر مائتي الف إنسان، وتشرد منه اكثر 11مليونا بالداخل السوري وخارجه، والجرحى يتعذر إحصاؤهم، ناهيك عن التدمير الذي طال مدنا سورية.. اما الصامدون فانهم يعانون شظف العيش والفقر والإرهاب بأنواعه، بعدما كانوا يعيشون في امن وسلام واطمئنان في زمن ما قالوا انه طاغية.. فهل يعقل ان يستمر العرب والمسلمون وتحت وطأة خلافات سياسية سخيفة أمام هذا التدمير والدماء في دعم الجيش الحر..؟ علما بأنه لا وجود لجيش حر في الداخل السوري، وما هو موجود على الأرض السورية هو جبهة النصرة المدعومة من إسرائيل وداعش المدعومة من تركيا وبعض القوى الارهابية الاخرى منها ميليشا الاخوان المسلمين.. اما ما عداهم فهم جيش يقيم بالخارج يجني الأموال ويتقوت على معاناة وآلام وجراح السوريين شعبا ووطنا.. فهل من مدكر..؟

baselaljaser@hotmail.com

@baselaljaser

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.