الشيخ ثامر العلي: التطورات بالدول العربية دعت الكويت لتعزيز أمن المنطقة
قال رئيس جهاز الأمن الوطني الشيخ ثامر علي صباح السالم الصباح هنا اليوم ان التطورات الكبيرة والمتسارعة التي شهدتها عدد من الدول العربية حتم على الكويت مشاركتها هذا التغيير من خلال دعم أمن الشعوب واستقرارها.
وأكد الشيخ ثامر في تصريح لوكالة الانباء الكويتية (كونا) على هامش مشاركته في (مؤتمر الناتو وامن الخليج) على “دعم الكويت وشقيقاتها في دول مجلس التعاون الخليجي حق الشعب المصري في تحديد مصيره واختيار نظامه السياسي وفقا لمصلحة مصر الوطنية ودعم اقتصادها” إيمانا منها بأن حل الأزمة يكمن في تحسين “أوضاعها الاقتصادية والمعيشية”.
واضاف ان الكويت حرصت في جميع المؤتمرات والمناسبات الاقليمية والدولية على ابراز موقفها الثابت والواضح تجاه الملف النووي الايراني والذي تجلى في ترحيبها بالاتفاق التمهيدي للمجموعة الدولية مع ايران مع التأكيد على ضرورة التنفيذ الدقيق والكامل لهذا الاتفاق بإشراف الوكالة الدولية للطاقة الذرية.
واوضح ان الكويت ستظل داعما لوحدة العراق واستقراره ايمانا منها بأن استقرار العراق يؤثر إيجابا على استقرار المنطقة بكاملها مشيرا الى ان ثبات الموقف الكويتي يأتي انطلاقا من مبادئ الأخوة وحسن الجوار.
ولفت الشيخ ثامر الى ان الكويت لطالما كانت سباقة في مساعدة ودعم شعوب المنطقة ماديا وإنسانيا دون التحيز لحكومة او طائفة أو فئة مبينا أن الكويت عبرت في شتى المحافل الدولية والإقليمية عن ضرورة إنهاء الأزمة السورية بشكل سياسي حقنا لدماء الأبرياء ودعما لاستقرار المنطقة.
وشدد على حرص الكويت على ضرورة انهاء معاناة الشعب الفلسطيني الذي يتعرض للقتل والتدمير والتهجير والحصار ومصادرة الأراضي والممتلكات ومنع إقامة الشعائر الدينية .
وذكر انه على الرغم من الجهود الدولية الحثيثة للقضاء على خطر ما يسمى بتنظيم الدولة الإسلامية (داعش) وتوجيه ضربات عسكرية تستهدف قياديه ومواقعهم الا ان التطورات الميدانية خلال الفترة الأخيرة وسيطرة (داعش) على مناطق استراتيجية في العراق وامتداد نفوذه عبر الحدود العراقية السورية واكتسابه لمتعاطفين من دول عديدة امر يدعو للقلق. كما أعرب الشيخ ثامر عن قلقه ازاء مستجدات الأوضاع في اليمن وتأثيراتها على أمن دول الخليج.
واشار الى موقف حلف الأطلسي في اسقاط نظام العقيد معمر القذافي معربا في الوقت نفسه عن القلق تجاه مصير الشعب الليبي والمخاوف من أن تصبح ليبيا ارضا خصبة لأشكال التطرف والإرهاب كافة.
وقال انه مع التأكيد على الدعم للدور الاوروبي من خلال مؤتمر مدريد لاستقرار وتنمية ليبيا والذي اوصى بعدم الاعتراف بأي حكومة ليبية موازية ومحاربة الارهاب في ليبيا والدعوة الى الحوار بين الفصائل السياسية للخروج من ازمتها.
واضاف ان الفترة المقبلة “تدعونا جميعا إلى الاخلاص في تبني حوار أوسع نطاقا وأكثر شمولا وأعمق بحثا وأدق تحليلا للقضايا والتحديات المتعاظمة والمتسارعة والتي تفرض علينا العمل سويا بروح الثقة وأسس ومبادئ التعاون وتعزيز روابط الشراكة السياسية والاقتصادية”.
واوضح ان ذلك يتم “عبر تفعيل الاتفاقيات والمعاهدات الأمنية وتأسيس شراكات فكرية وسياسية واقتصادية وتوطين التكنولوجيا والمعرفة التقنية بما يحقق المصالح الاستراتيجية للطرفين وذلك انسجاما مع المفهوم الاستراتيجي الجديد للناتو الذي يرتكز على بناء الأمن من خلال الشراكة وتعزيز الاستقرار في أنحاء العالم.
واضاف ان ذلك يأتي ايضا في إطار مبادرات التعاون والتنسيق في المعلومات والأمن العسكري الجماعي ومن بينها مبادرة اسطنبول للتعاون التي تهدف إلى تعزيز الامن والاستقرار في منطقة الخليج.
ودعا الى وضع استراتيجية عمل واضحة المعالم بجداول زمنية محدده وذات طابع استباقي “تساعدنا على مواجهة التحديات الحالية والتنبؤ بالتهديدات المستقبلية وايجاد القيمة المضافة” من التعاون بين الناتو ودول الخليج العربي.
وعن (مبادرة اسطنبول للتعاون) قال رئيس جهاز الأمن الوطني إن الكويت كانت أولى دول المنطقة ترحيبا بهذه المبادرة والعمل مع الحلف تحت مظلتها مبينا ان الكويت ترجمت تطلعاتها لتطوير العلاقات مع الحلف عندما استضافت المؤتمر الدولي للحلف ودول الخليج في ديسمبر 2006 حيث كانت المرة الاولى تاريخيا التي يتم عقد اجتماع لمجلس الحلف خارج حدوده الجغرافية.
واضاف انه منذ تلك الفترة ولإيمان دولة الكويت بأهمية التعاون العملي وتعزيزا للشراكة وانجاحها مع الحلف قامت الكويت بالتنظيم والمشاركة في العديد من الفعاليات العسكرية والمدنية التي يقيمها الحلف في مختلف المجالات.
وأشار إلى أن الكويت سعت الى استخدام جميع ادوات الشراكة التي يوفرها الحلف من ضمنها برنامج الشركاء للتعاون الفردي الذي تم اعتماده في بداية العام الحالي من قبل مجلس الحلف لتكون الكويت أولى دول المبادرة للعمل مع الحلف من خلال هذا البرنامج مضيفا انه تماشيا مع هذا الطموح وسعيا لفتح آفاق جديدة للتعاون قدمت دولة الكويت مبادرتها بإنشاء (مركز الناتو ومبادرة اسطنبول للتعاون) ومقره الكويت والذي اثنى الحلف عليها في قمة شيكاغو عام 2012.
وقال ان العالم أجمع يمر في هذه الأيام بأزمات وقضايا عدة لها أبعادها السياسية والأمنية والاقتصادية التي لا يقتصر تأثيرها على نطاق جغرافي محدد ما فرض على الدول كافة التعاون والعمل المشترك لمواجهة المخاطر في عالم متغير للتصدي للهاجس الأمني الذي يهدد المجتمع الدولي.
واضاف ان الاستقرار الأمني يتفاوت من حيث الزمان والمكان بتنوع وتعدد مصادر التهديد والخطر على المجتمعات والدول “فالأمن يمثل قلقا وجدانيا وتحديا فكريا لقادة وشعوب العالم على مر العصور وإن عالمنا اليوم يعيش حالة من القلق والتحدي الفكري في مواجهة تنوع وتعدد واختلاف مصادر التهديد وتشعب مخاطره”.
وذكر ان منطقة الشرق الأوسط لم تحظ في تاريخها المعاصر بالأمن والاستقرار ولم تنعم شعوبها بحياة الطمأنينة والأمان ولعل دول الخليج كانت ولا تزال من أكثر المناطق التي تعاني من آثار عدم الاستقرار الأمني في المنطقة وذلك لأسباب ودوافع عدة من أهمها الموقع الاستراتيجي والثروة الكبيرة ومخزونها الاحتياطي من النفط وصغر حجم دولها وقلة عدد سكانها وقوة تفاعلها مع قضايا ومشاكل الانفتاح الثقافي والحضاري وتأثرها المباشر بها سلبا وايجابا.
وقال ان نزاعات الحدود والادعاءات التاريخية والتدخلات في الشؤون الداخلية لدول المنطقة ادت الى زرع الفتن والصراعات وتفجير العنف وخلق الإرهاب وتمويله وتصديره وإنشاء تنظيمات تقوم على أيديولوجيات فكرية ودينية وطائفية تخضع لإرادات سياسية وأجندات خارجية ما جعل المنطقة تعيش حالة من الترقب والقلق وعدم الاطمئنان.
يذكر ان المشاركين في (مؤتمر الناتو وامن الخليج) الذي يستمر يوما واحدا يناقشون عددا من القضايا المهمة مثل (مبادرة اسطنبول للتعاون) وتحديات الامن الاقليمي والآفاق المستقبلية للمبادرة كما سيتخلل الجلسات العامة الثلاث حوار مفتوح لطرح كافة الآراء والمقترحات.
ويقام (مؤتمر الناتو وامن الخليج) الذي تنظمه وزارة الخارجية القطرية بالتعاون مع قطاع الشؤون السياسية والامنية بحلف شمال الأطلسي (الناتو) بمناسبة الاحتفال بالذكري العاشرة لمبادرة اسطنبول للتعاون.