الهمز واللمز
أعجبني جدا تعليق النائب الفاضل عبدالله المعيوف على موضوع اللغط المتداول حاليا حول عدم دستورية مجلس الامة الحالي، مشيدا بحكم المحكمة الدستورية الذي حسم اللبس، وما قاله في هذه المناسبة، ولكنني توقفت عنده طويلا.
فقد ورد على لسان النائب الفاضل، حسب ما هو منشور بـ القبس يوم 27 نوفمبر الماضي: «نقول لمن شكك بالمجلس ضعوا ايديكم في ايدينا، فنحن نستقبل النقد البناء، ولا نريد افتعال ازمات وهمية وخلافات شخصية واجندات خاصة، فلنعمل جميعا من اجل استقرار البلاد، فالكويت باقية»، وشدد على ضرورة وقف حملات الافتراء.
وحسب ما تناقلته وسائل التواصل الاجتماعي قبل فترة، فقد استمع تقريبا كل اهل الكويت الى ما قاله النائب الفاضل المعيوف ردا على نائب سابق، الذي وصف اعضاء المجلس الحالي وصفا غير مقبول وغير لائق ايضا، وهو ما استدعى من النائب المعيوف إطلاق كلمات مبطنة غير لائقة.
ما قيل في هذا التسجيل اخي النائب الفاضل المعيوف بحق من أردت الرد عليه، ولك الحق، ولكن بحدود احترام حتى كل من يستمع اليك ويشاهدك، فالهمز واللمز مهما كانا مبطنين، فان المعنى منهما والمطلوب ايصاله لصاحب العلاقة يلتقطه كل من يسمع كلماتك انت وغيرك.
من منطلق النقد الموضوعي، لا اعتقد ان امرا مثل هذا وبهذا المستوى المتردي من الدفاع عن النفس يليق لا بك اخي الفاضل عبدالله ولا بأي نائب آخر في المجلس.
كفانا هذه الأساليب بمجلس امتنا بغض النظر عن ادائه ومستوى من يتحكم فيه وما يقدم وما يؤخر، لكننا في النهاية يجب ان نحترمه كسلطة تشريعية يقف رئيسها بعد ولي العهد ترتيبا بروتوكوليا بغض النظر عمن هو هذا الشخص، فلا يليق بنا ان نصفق لهذا الأداء أو لهذا التعامل مع من يتعرض لأي نائب فيه.
الانتقادات للمجلس الحالي تعجز عن حملها بعارين وخيول العالم كله، ولكننا يجب الا نتجاوز في انتقاداتنا مستوى معينا، وان على عضو مجلس الامة ان يراقب كل كلمة تخرج منه ويزنها ويقلبها قبل ان يطلقها لانها محسوبة عليه قبل غيره الف مرة، فهو ممثل الامة ضمن 50 عضوا تم اختيارهم.
اعضاء مجلس الامة الحالي محصنون برلمانيا ولكنهم ليسوا محصنين ابدا من مشاعر الاستياء من المواطنين الذين انتخبوهم او لم ينتخبوهم، من دوائرهم او من خارجها، من يعنيهم الامر او لم يعنهم.
إقبال الأحمد
Iqbalalahmed0@yahoo.com
Iqbalalahmed0@gmail.com