الاخوانجية ساس البلا
مشكلتنا في الخليج ان دولنا المستقرة أصبحت مكبا للبلاد العربية الأخرى برضا وحسن نية من المسؤولين والقيادات العليا في الحكومة، ومن المواطنين أنفسهم الذين يتراكضون لاستقدام عناصر لا يعرفون مدى ضررها علينا، مع توفير الوظائف لها، وادخالها في كل مكان، حتى في الأماكن الحساسة التي تمس أمن الأوطان، دع عنك منح البعض منهم رواتب ضخمة لا يحلمون بها نظير أعمال ومهمات عادية، حدث ذلك كله بعد ثورة العسكر غير المباركة على الملوك والأئمة التي قلبت عالي الأمور واطيها.فترة الخمسينات والستينات من القرن العشرين فترة حفلت بالانقلابات العسكرية في كثير من البلاد العربية، فأطاح عبدالكريم قاسم بالأسرة الهاشمية في العراق، وفعل المثل جمال عبدالناصر الذي أنهى حكم الملك فاروق، وقفز القذافي على السلطة مستقلا سفر الملك ادريس السنوسي الى خارج البلاد، وحصل على عبدالله صالح على كرسي الحكم في اليمن، ونتيجة تلك الانقلابات كانت فرار المهزومين الى دول الخليج، التي لم يجدوا أفضل منها مكانا يحافظون فيه على حياتهم، ساعدهم في ذلك طيبة قلب حكامها الذين رأفوا بحالهم، ورحبوا بوجودهم، وهيئوا لهم فرصة العمل والاستقرار.بعد التقاط هؤلاء لأنفاسهم بدأوا بترتيب أوضاعهم، وعادوا لسيرتهم الأولى في ممارسة ما كانوا يفعلون من استقطاب للناس خاصة أهل البلد لتكوين كوادر اخوانية وخلايا سيعتمدون عليها في قابل الأيام.تضافرت جهود الاخوان المسلمين الذي هربوا من بلادهم وحطوا رحالهم في جنة دولنا مع جهود من قدم الينا من الأردن وفلسطين والسودان وغيرها، وطفقوا يحفرون كالسوس في تماسك البناء الكويتي والخليجي تمهيدا للقضاء على استقرار البلاد، وتقويض أنظمة الحكم لصالح تنظيمهم الدولي الذي يحلم بتكوين دولة الخلافة الخرافية.لم يعد سرا ان التنظيم العالمي للاخوان المسلمين لديه هدف عظيم لن يحققه ويصل اليه الا بالقفز على السلطة في كل بلد عربي على حدة.من هنا يتضح حرصهم على الوصول لمفاصل السلطة، والمشاركة في الحكم بمختلف الأشكال مثل التحكم في التربية والتعليم (جمعية المعلمين وكلية الشريعة واتحاد الطلبة)، والتحكم بمصارف الزكاة والصدقات (وزارة الأوقاف وبيت الزكاة وصناديق الجمعيات الدينية)، دع عنك تحييد أبناء الشعب عبر التحكم بتوجهاتهم وأفكارهم (جمعياتهم ومجلاتهم وبرامجهم الدينية المنوعة التي يقومون باعدادها، والمساجد والندوات والمدارس الاسلامية المتخصصة التي يديرونها).جاءت ثورات (الخريف) العربي لتكون كالفاكهة الناضجة التي سقطت في حجرهم، فانتهزوا الفرصة وركبوا الثورة للاستيلاء عليها، ورأينا موقف الاخوان في الكويت وشحذهم السكاكين وقتها من أجل اللحاق بركب الجماعة لولا ان الله سلم، وأنقذ الكويت وأهلها من خططهم، وبعد ذلك يأتي من يقول بأن الكويت واخوانها المسلمين غير، وكل ما في الأمر أنهم يلتقون فكريا مع جماعة حسن البنا، فبالذمة والضمير، على منو تقصون!
عزيزة المفرج
almufarej@alwatan.com.kw