الشارقة.. ربيع النهضة القاسمية
راكان بن حثلين
قبل أيام كنت في زيارة لدولة الامارات العربية الشقيقة، وهي ليست المرة الأولى التي ازور ذلك البلد العزيز على قلوب الكويتيين جميعا، ولكنها المرة الأولى التي أزور فيها امارة الشارقة منذ سنوات، وأطلع على تفاصيل النهضة في هذه الامارة التي نهضت بشكل كبير خلال السنوات الأخيرة.
زيارة انتعشت فيها مشاعر الفرح والفخر بما انجزه الأخوة الاماراتيون من تقدم وازدهار في مختلف الصعد، ورقي الخدمات التي تقدم لسائر المواطنين والوافدين أيضا، فضلا عن المعاملة الخاصة والحفاوة التي يحظى بها كل مواطن خليجي.
الشارقة لم تكن امارة عادية، بل كانت تحفة فنية يسود عمرانها الطابع الاسلامي، حيث زينت كل المباني الحكومي والرسمية والمساجد والمؤسسات التعليمية والجامعات بالقباب والزخارف ومواصفات البناء الاسلامي القديم، لتقدم نموذجا معماريا يجمع ما بين الحضارة والتراث الاسلامي.
كما تميزت الشارقة بالمسطحات الخضراء والورود والأشجار التي كانت تزين الشوارع وواجهات المباني، وتبعث الراحة في كل نفس تزور تلك الامارة.
واستحقت جامعة الشارقة تسمية «ملتقى الحضارات» نظرا لما تتميز به من فخامة وجودة المباني والقاعات الضخمة، بالاضافة الى الساحات الخضراء، والتنظيم المتميز لهذا الحرم الجامعي الذي يشكل مدينة متكاملة تتضمن مختلف الخدمات بما فيها المستشفى الجامعي.
ومن أبرز معالم الشارقة الجامعة القاسمية للدراسات الاسلامية، هذه الجامعة التي أنشأها حاكم الشارقة صاحب السمو الشيخ د. سلطان بن محمد القاسمي لتكون منبرا لنشر العلوم الاسلامية (بالمجان) وللجميع دون استثناء، وتعكس اهتمام حاكم هذه الامارة بالعلوم الاسلامية، ونشر النهج الاسلامي الصحيح بين الأمم.
ومن المشاريع الجديدة التي تشد انتباه كل من يزور هذه الامارة، «دار القرآن»، هذا المبنى الذي يعتبر تحفة فنية، ابدع فيها المصممون في ابراز الثقافة المعمارية الاسلامية.
المشاهدات كثيرة ولا يتسع المجال لحصرها، ولكن باختصار الشارقة نموذج راقٍ للدولة الحديثة بروح تراثية اسلامية، يسودها النظام في كل تفاصيلها، ولا سميا مع تطبيق النظام الجديد لتوحيد بناء المساجد وتصاميمها، لتكون عبارة عن توائم من القباب والمنارات الزاخرة بالزخارف الاسلامية، ومنارات تشع روحانية وعبقا تاريخيا.
أما المباني الأهلية والاستثمارية فهي مهما بلغت من العلو والارتفاع، فانها جميعا تخضع لقانون واحد يطبق على الجميع دون استثناء، ومقيدة بضوابط ولوائح واضحة وحاسمة، تفرض عليها على الأقل ان تكون مواقف السيارات داخل العقارات نفسها، بما فيها عقارات السكن الخاص.
أما الجسور والشوارع، فلا حفر ولا تشققات ولا حصى متطايراً، بل كانت عبارة عن خارطة منظمة ومتقنة التنفيذ، ومطرزة بأجمل الحدائق والنباتات التي تلازم جانبي الطريق، فضلا عن التفنن في الانارة وانشاء النوافير والمناظر الجمالية ذات الرونق الاسلامي، ونظافة تدل على أن هناك من يعمل ومن يراقب في هذه الامارة.
هذه النهضة مفخرة ليس لأهل الامارات فقط، بل هي مفخرة لكل أهل الخليج وكل العرب، ولا بد أن يسجل التاريخ لهذه الامارة أنها عاشت ربيع «النهضة القاسمية» التي تحققت في عهد صاحب السمو الشيخ د. سلطان القاسمي، هذا الرجل الذي يعكس المعدن الحقيقي للانسان العربي المسلم.
ومن النقاط المضيئة التي شاهدناها أيضا، الحفاوة وحسن الاستقبال من قبل مديرة ادارة قبول الطلبة في جامعة الشارقة، عايشة بوخاطر الشامسي، ومسؤول الخدمة الطلابية، سالم العامري، اللذان يستحقان كل الشكر على جهودهما المتميزة، وحفاوتهما وحرصهما على تسهيل أمور الطلبة الكويتيين وأولياء أمورهم.
والشكر أيضا للمكتب الثقافي الكويتي والقائمين عليه، على جهودهم في تسهيل اجراءات الطلبة الكويتيين وارشادهم ومساعدتهم، وتقديم كل الخدمات الضرورية لهم.