قمة أمير الإنسانية
باسل الجاسر
عقدت الثلاثاء الماضي بحمد الله وفضله قمة دول مجلس التعاون الخليجي، بعد أن أعتقد أهل الخليج والعالم باستحالة انعقادها بعد الخلافات العميقة التي وقعت بين بعض أعضائه وكادت تعصف بالمجلس، إلا أن جهود ومساعي حضرة صاحب السمو أميرنا المفدى حفظه الله تواصلت بسخاء الكرام الى ان تكللت برأب الصدع وأدت لعودة السفراء الى الدوحة، وتقرر حضور القادة لقمة الدوحة بعد القمة السريعة التي عقدت في الرياض، قبيل قمة الدوحة بأيام..فتنفس اهل الخليج الصعداء وانعقدت القمة في موعدها وبأجواء سادتها الالفة والتواد بين القادة وممثليهم حفظهم الله وادامهم ذخرا لدول الخليج وشعوبه.
وفي هذه القمة تم تكريم اميرنا المفدى الذي كان تكريما للكويت واهلها بمناسبة حصول سموه على اللقب الاممي كقائد إنساني والكويت مركز إنساني، في لفتة كريمة من قادة دول مجلس التعاون اسعدت الشعب الكويتي الكريم.
وبحث قادة دول مجلس التعاون جدول اعمال القمة الحافل بقضايا تعميق اواصر التعاون بين دول وشعوب المجلس، والبدء بالعمل في اتجاه الاتحاد بين دول مجلس التعاون.. وهذه المرحلة بطبيعة الحال تتطلب الانتهاء من انجاز كل ملفات التعاون.. ولكن مجرد اعلان البدء والانطلاق هو انجاز بعدما تحول اقتراح خادم الحرمين الشريفين بالقمة الماضية الى قرار تبناه قادة المجلس بالإجماع في قمة الدوحة.
وصدرت عن هذه القمة المواقف الموحدة التي اكدت واثبتت ان اللحمة الخليجية متراصة ومتماسكة ومتحدة في مواقفها تجاه القضايا الرئيسية والاخطار المحدقة بالاقليم الخليجي.. والتي كان ابرزها دعم الاشقاء في مصر ودعم الرئيس السيسي وخارطة الطريق التي رسمها وحظيت بدعم الشعب المصري الشقيق.. ودعم قادة المجلس للحكومة الشرعية في ليبيا وادانة الميليشيات ورفض هيمنتها واستيلائها على الاسلحة، وفرض ارادتها على الشعب الليبي الشقيق بقوة السلاح، والمطالبة بتحقيق المصالحة الوطنية.. ودعم القادة الاجواء المبشرة الجديدة في الجمهورية العراقية داعين الى مد جسور التعاون بين مكونات الشعب العراقي الشقيق، وبما يضمن وحدة العراق وطنا وشعبا ودعمه في التصدي للقوى الارهابية وما تشكله من خطر جسيم على الاقليم.
والحقيقة ان قرارات قمة الدوحة كثيرة ومهمة وحيوية لحاضر ومستقبل دول وشعوب مجلس التعاون الخليجي ومحيطهم يستحيل ذكرها او تلخيصها في مقال، ولكنني كتبت هذا المقال وانا منتشٍ بالفخر والاعتزاز بقيادة اميري وقائدي سمو الشيخ صباح الاحمد الذي يقودنا وطنا وشعبا نحو المعالي بقوة وعزم رافعا رأسنا وراياتنا لعنان السماء دوليا وعربيا وخليجيا.. وجعلني اشعر بأن هذه القمة قمة سموه وقمة إمارته الانسانية.. حفظك العزيز القدير بحفظه عزا وفخرا لهذا الوطن العزيز وهذا الشعب الكريم.. والهمنا شعبا وحكومة ومجلسا لاستلهام القدرة والعزيمة على تحقيق الانجازات لهذا الوطن.. فهل من مدكر؟
baselaljaser@hotmail.com
baselaljaser@