مقالات

والكويتي ماله سهم؟

يأتون للكويتي ويضعون له قانونا مجحفا يقيده ويكبل آماله وأحلامه وطموحاته، والفاعل هنا ديوان الخدمة المدنية الذي يقف سدا منيعا، وحاجزا مكهربا، أمام أي مواطن كويتي يريد الجمع بين وظيفتين مهما كان محتاجا، ومهما كان صغيرا في السن، ومهما كان يمتلك من الصحة والقوة في البدن ما يعينه على العمل.حتى المتقاعد يمنعونه من العمل لأنه يقبض راتبا تقاعديا من التأمينات، ولا يهمهم ان يكون هذا الراتب بسيطا لا يكفي الرجل، أو لا يغطي التزامات بيته وأهله.يضيّقون على غيرهم من الناس، وببركات مستشاريهم العرب يضعون قرارات يشددون فيها الضغط على ابن البلد، بينما يقبضون هم من المهمات الرسمية والأعمال الممتازة والمكافآت والعمولات ما يغطي حاجاتهم، وحاجات أهلهم، وحاجات أجيالهم القادمة.هذا القانون المجحف ينتج عنه العديد من السلبيات الضارة بالمجتمع كغرس بذور التهاون والكسل في العقول والأبدان، وتشجيع التسكع بين المقاهي والأسواق، والتشردق في الدواوين مع ما في ذلك من مساوئ مجتمعية كثيرة، والدربكة في البيوت بسبب فراغ الأزواج، وتدخلهم في كل صغيرة وكبيرة في بيوتهم، دع عنك كارثة تركز الخبرة والتدريب في أيدي غير الكويتيين فقط، وهو أمر غريب يصدر من جهة كويتية، تجاه مواطنين كويتيين، المفروض ان اكسابهم الخبرة والتدريب على رأس أولوياتها، وفي مقدمة أهدافها.هذا المنع من العمل يسري كذلك على الطلبة الكويتيين الذين يحظر عليهم العمل في مهنة أو وظيفة أثناء دراستهم في المعاهد والجامعات على الرغم من ان الدول الأخرى تشجع أبناءها على ذلك لتوفير احتياجاتهم المادية أولا، ولاكتساب الخبرات ثانيا، ولحمايتهم من رفاق السوء وأوقات الفراغ ثالثا.سيردّون بالقول ان الدولة تمنح طلبتها الكويتيين مكافآت شهرية جيدة كي يركزوا في الدراسة، ومع شكرنا للدولة على ذلك الا ان ذلك لا يغني عن الأمور الأخرى التي تنمي شخصياتهم، وتكسبهم الخبرات، وتدربهم على كيفية التعامل مع الناس، وتجعل منهم مواطنين واثقين من أنفسهم، ويمكن الاعتماد عليهم.المطلوب من الدولة ان تولي مسألة عمل الطلبة الكويتيين الاهتمام الكافي بدلا من تجاهل الموضوع، والمشاكل الكثيرة التي يقع فيها شبابنا خاصة في فترة العطلات يجب ان تدفعها للتفكير جديا في هذا الموضوع.المضحك في الأمر ان يصدر قرار جديد من الخدمة المدنية يتيح فيه للوافدين العمل بوظيفة أخرى خارج أوقات الدوام الرسمي، وكأن هؤلاء وضعوا أيديهم على خدودهم طوال تلك السنوات، وجلسوا ينتظرون موافقتها بالأساس، أو كأن المسؤولين لا يعلمون ان الوافد لا يضيع وقته، ويعمل بالوظيفة والاثنتين والثلاث لأن هدفه الوحيد والأساسي من المجيء للكويت هو جمع أكبر كمية من النقود في أقصر وقت ممكن، وصرف أقل قدر منها في أطول وقت ممكن.يبقى السؤال الذي لا نستطيع ان نجد له جوابا، لماذا تسعى بلدنا بالخير للغير بشكل دائم وفي كل وقت، وتنسى أبناءها الأقربين!

عزيزة المفرج
almufarej@alwatan.com.kw

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.