مقالات

بالدرجة الأولى، مو ذنبهم

اجتماعيا الوضع لا يبشر بخير، وبالكويتي يضيق الخلق، والا فمنذ متى يحدث في مجتمعنا الطيب، المتراحم، المترابط هذا الذي يحدث.منذ متى تهرب الفتيات من بيوتهن، مكان سترهن، وموضع أمنهن، مفضلات التسكع مع الشباب في الشوارع، والشقق الخاصة، والشاليهات رافضات العودة لمنزل الأسرة، ولأحضان الوالدين.منذ متى تطعن بنت والدها بالسكين، ويعتدي ولد على أمه بالخنق، ويطلق شاب النار على شقيقه، وتقتل فتاة والدتها، ويسرق زوج مجوهرات ونقود وسيارة زوجته، ويفضح صديق صديقه لمشكلة بسيطة يمكن حلها وديا.منذ متى يقوم الشباب بالتحرش بالبنات بطريقة فجة كريهة، تفتقد الكرامة والرجولة والشهامة، ومنذ متى تتجمع الفتيات في سيارات مكشوفة وهات يا رقص وهزّ في الشارع العام على صوت مسجل السيارة العالي، ومنذ متى يعترض شاب كويتي من هم أضعف منهم، ويسلب منهم نقودهم تحت تهديد الايذاء بسكين أو بأي سلاح.منذ متى (تفصخ) البنت كل ما لديها من حياء، حتى لا يبقى في وجهها ذرة منه، بل وترفض ان تحتفظ بما يعادل حبة خردل منه، فتتحرش بالبنات في المدارس والأماكن العامة على أساس أنها ذكر، واذا صدتها واحدة منهن قامت بضربها وسحلها، ناهيك عن الممارسات القبيحة التي تمارسها تلك النوعية من الفتيات الشاذات المنحرفات أمام الآخرين والأخريات في أماكن يؤمها الجميع بلا أدنى حرج، ما يجرح مشاعر الآخرين، ويثير اشمئزازهم.منذ متى يتخلى الشاب عن كل ما لديه من شهامة، حتى لا يبقى في صدره ذرة منها، بل ويرفض ان يحتفظ بما يساوي حبة خردل منها، فيكشر عن أنياب الذئب، ويظهر وجهه الآخر الخبيث لفتاته التي ألقاها حظها العاثر في شباكه، فيجازيها بابتزازها من أجل الحصول منها على مكاسب مادية، أو يهددها بجميع وسائل التهديد الممكنة من أجل اشباع نزواته الشيطانية معها.هذا التدهور الأخلاقي الذي يعاني منه بعض شبابنا وبناتنا سببه الأوحد سوء التربية، والمثل يقول (ابنك على ما تربيه، وجوزك على ما تعوديه) وترك الأبناء للظروف وللخدم يربونهم مغامرة، الخاسر فيها غالبا هم أولئك الأبناء ولن يكون هناك ابن منحرف أو بنت فلتانة الا ان كان هناك أب لا يدري عن بيته شيئا، وأم لم تقم باللازم في توفير الرعاية والعناية الكافية لأبنائها.الطفل منذ الولادة حتى سن الخامسة عجينة سهلة ولينة يشكلها الوالدان بالكيفية التي يريدانها، وما لا تحمد عقباه هو ترك تلك العجينة لآخرين يشكلونها حسب رؤيتهم وثقافتهم، ثم يأتي رفاق السوء و(هياتة) الشوارع، والرقابة الغائبة، وظروف البلد السلبية لكي تقوم بالباقي، وتنجز مهمة الافساد، والنهاية غالبا ما تكون مفزعة، ولتعرف كيف هي مفزعة أعد قراءة المقال.

عزيزة المفرج
almufarej@alwatan.com.kw

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.