خبراء: ميليشيا فجر ليبيا تواجه الانكسار
أفاد شهود عيان باستمرار القصف الجوي على مواقع مليشيات فجر ليبيا منذ صباح الأربعاء في محيط بن جواد شرقي سرت، وفي أبوكماش وجنوب العجيلات بغرب ليبيا. وقال الشهود إن سلاح الجو الليبي نفذ أكثر من ثلاثة غارات صباح الأربعاء في منطقة بن جواد وداخل سرت (500 كم شرق العاصمة).
وفي ذات الصدد، أفاد شهود العيان أن الطريق الساحلي الرابط بين طرابلس ومصراته يشهد مرورا مستمرا منذ ليلة البارحة لعربات تقل أسلحة ثقيلة ومتوسطة باتجاه مصراته (200 كم شرق العاصمة).
وكانت أنباء تواردت عن وصول تعزيزات عسكرية لمليشيات فجر ليبيا المتمركزة شرقي سرت، في إشارة لإعادة تنظيم صفوفها.
وكان أحمد المسماري المتحدث بإسم أركان الجيش الليبي، قال لــ”العربية نت” الثلاثاء، إنه من المتوقع أن تعاود المليشيات هجوما باتجاه مواقع النفط بعد ورود معلومات، مؤكدة عن وصول أرتال من الإمدادات العسكرية للمليشيات بسرت.
ويرى مراقبون أن تراجع مليشيات مصراته من غرب العاصمة بعد انكسارها أمام ضربات الجيش باتجاه الحقول النفطية بوسط البلاد، يعكس انقساما حادا في صفوف مليشيات المؤتمر الوطني العام المنتهية ولايته.
انقسامات حادة
وربما يدعم ذلك تطابق أنباء سربت الأسبوع قبل الماضي تفيد بخصومة بين الجماعة الإسلامية المقاتلة برئاسة عبد الحكيم بلحاج وحكومة عمر الحاسي الموالية لها من جانب، وجماعة الإخوان ومليشيات مصراته الموالية لها من جانب آخر.
واعتبر الخبير العسكري العربي بوغفة، عقيد متقاعد، ضعف قوة المليشيات بغرب ليبيا خصوصا في غريان وصبراته والزاوية، يؤكد انقسامات نتجت عن خلافات داخلية بعملية فجر ليبيا، مضيفا أن معلومات مؤكدة أفادت بانسحاب أكثر من 90 % من قوة مليشيات مصراته، على رأسها كتيبة “الحلبوص والمرسى”، أقوى كتائبها باتجاه مصراته ومنها إلى سرت.
وأوضح بوغفة في حديثه لــ”العربية نت “، أن ظهور مسمى “عملية الشروق” بديلا عن مسمى “عملية فجر ليبيا” السابقة، يؤكد الخلاف خصوصا وأن عملية “الشروق” لا تشارك فيها مليشيات من مدن غرب ليبيا، وهي عملية خاصة بمليشيات مصراته فقط.
واعتبر بوغفة أن تحشيد مليشيات مصراته لكتائبها من طرابلس وسحبها للقوة الثالثة من الجنوب مؤشر كبير على قرب تهاويها وانكسارها الأخير أمام قوات الجيش الليبي.
وختم بوغفة حديثه بالقول، إنه من المعروف في كل الأوساط أن مليشيات مصراته هي رأس الخلاف في ليبيا، وبات واضحا أنها خسرت عسكريا أمام الجيش وسياسيا بعدم الاعتراف بحكومتها وبرلمانها في طرابلس، وأخيرا فقدت ظهيرها الاجتماعي بالرفض القبلي الكبير داخل مصراته وتبرؤ قبائل مصراته المقيمة بالشرق منها، بالإضافة للرفض الاجتماعي الواسع في أغلب البلاد.