برلين توافق على تدريب “البيشمركة”
وافقت الحكومة الألمانية، الأربعاء، على إرسال نحو 100 جندي إلى شمال العراق لتدريب قوات “البيشمركة” الكردية على قتال مسلحي تنظيم الدولة الإسلامية.
وقال وزير الخارجية الألماني، فرانك فالتر شتاينماير” “مع الدولة الإسلامية عادت البربرية المطلقة للشرق الأوسط.. إنها مجموعة إرهابية أظهرت عنفاً غير معقول لكل من عارضها”.
وأرسلت ألمانيا -التي كانت حريصة على مدى عقود بشأن إرسال قوات وأسلحة لمناطق الصراعات- مساعدة عسكرية بالفعل إلى الأكراد في شمال العراق، لكنها لم تشارك في الضربات الجوية التي تقودها الولايات المتحدة ضد مسلحي الدولة الإسلامية.
وستنضم القوات الألمانية -التي ستتمركز في محيط أربيل- إلى عدد قليل جداً من القوات التدريبية الأخرى المتواجدة بالفعل في شمال العراق لإعطاء البيشمركة تدريباً أولياً، إضافة إلى توجيهات متخصصة في كيفية إبطال المفرقعات والإسعافات الأولية والتكتيكات.
ويجري البرلمان الألماني (البوندستاغ) بعد موافقة الحكومة الحالية تصويتاً على هذه المهمة، في مطلع 2015.
وأثار تنظيم داعش انزعاجاً دولياً بعد أن سيطر على مساحات كبيرة من الأراضي في العراق وسوريا وأعلن “الخلافة الإسلامية”. وتنظر القوى الغربية إلى الأكراد باعتبارهم “مانعاً ضد مزيد من التقدم لهذا التنظيم المتطرف”.
وفي الأشهر القليلة الماضية بدأت فرنسا وبريطانيا وألمانيا ودول أخرى في تسليح الأكراد، الذين لم تثبت أسلحتهم التي تعود للحقبة السوفيتية، فاعليتها في مواجهة المسلحين المزودين بما نهبوه من أسلحة تركها الجيش العراقي.
من ناحية ثانية؛ كشفت استطلاع للرأي في وقت سابق من هذا الأسبوع، أن غالبية الألمان يساورهم القلق من إمكانية تورط بلدهم في صراعات عسكرية.
وفي مقال نشرته مجلة “فيرتشافتس فوخه” الألمانية، الإثنين 15 كانون الأول/ ديسمبر الجاري، كتبت ريناته كوشر، رئيسة معهد “النسباخ” لقياس الرأي العام: “54% من الألمان قلقون من إمكانية تورط ألمانيا في صراعات عسكرية”.
واستناداً إلى الاستطلاعات الحديثة لمعهدها، قالت كوشر، إن “الأزمة في أوكرانيا والقلاقل في العديد من المناطق العالمية والأخطار التي تمثلها الجماعات المتطرفة أثرت على المواطنين خلال هذا العام بشكل دائم، الأمر الذي أدى إلى زيادة الوعي بالمخاطر”.