“التايمز”: الحرب على داعش “صنيعة الغرب”
نشرت صحيفة “تايمز” البريطانية، مقالاً لماثيو باريس تحت عنوان “هوس الغرب يخدم تنظيم داعش”.
يقول باريس إنه على مدار العام المنصرم بدأت شكوكه في الازدياد في أن كل الأطراف المتورطة حاليًا في الصراع الدائر في العراق وسوريا اختارت بإرادتها دخول تلك “الحرب” وأن الأخبار التي ملأت شاشات التلفاز وأثارت ذعر الكثيرين كانت بقرار مسبق من المشاركين في ذلك المشهد، وفقًا للكاتب.
ويؤكد الكاتب، أن نظريته تلك التي بناها على متابعته للأحداث عن كثب قد يختلف عليها الكثيرون إلا أنها لا تقلل من فكرة وجود شرور حقيقية ترتكب خلال تلك الحرب وضحاياها في الأغلب من المدنيين.
وأضاف أن الافتراض الذي بنيت عليه تلك النظرية هو أن الغرب مهووس بإبراز ضحايا ما يسمى بالأعمال الإرهابية على حد قوله أما ملاحظاته فتقول إنه بالرغم من كل الضجة المحيطة بـما يسمى “الحرب على الإرهاب” إلا أن عدد ضحايا تلك الحرب ضئيل للغاية على حد قوله والملاحظة الأخرى هي أن الغرب يبدو وكأنه يتوق لصياغة الأحداث السياسية في شكل “حرب” وهو ما يجعل تمييز الحقائق أمرًا صعبًا.
وأشار إلى أن قراءته للأحداث قد لا تكون قائمة على أساس علمي لكنه يرى على سبيل المثال الحرب ضد تنظيم “داعش” أقرب شبهًا لمشاهد الحروب الوسطى في الأفلام السينمائية منها للحرب العالمية الثانية من وجهة نظره.
وقال إن مقارنة بسيطة لضحايا الأعمال الإرهابية أو تلك المرتبطة بالتشدد الإسلامي في الولايات المتحدة وبريطانيا بضحايا الأمراض أو حوادث الطرق في نفس الفترة قد تثبت وجهة نظره تلك في أن الحرب الحالية أشبه بمشهد مسرحي تم إعداده مسبقًا مشيرًا إلى أنه في بريطانيا على سبيل المثال قتل 59 شخصًا في عمليات مرتبطة بالحرب “ضد الإرهاب” بينما قتل نحو 33 ألف شخص في حوادث للطرق منذ هجمات سبتمبر.
ورجح الكاتب أن تنتهي الحرب ضد تنظيم “داعش” بلا انتصار أو هزيمة عندما يمل أطرافها أو أن يتحقق الهدف منها من البداية التي يرى أنه يتمثل في إيجاد سبب يوحد الغرب بعد سنوات من الحرب الباردة وهو الأمر الذي تلاقى مع سبب مشابه لدى مجموعة من المتطرفين ومهووسي التعصب الديني في أن يتسبب تدخل طرف آخر في تحقيق بعض المكاسب والتضامن لمجابهة ذلك “الآخر”.