إذا هذا دفاعك يا شيخ ناصر أبشر بـ..!
قطعنا اجازتنا بعد ان أرسل لنا بعض الأصدقاء صورة من تغريدات نُسبت لمحام للشيخ ناصر المحمد.ولأننا لا نتابع كثيرا ما يكتب فريق الدفاع، فإننا لم نصدق أعيننا ونحن نقرأ التغريدات، بأن الشيخ ناصر قد أحاط نفسه بمثل هذا الدفاع.. إن صحت التغريدات!
اذ كتب محام تغريدة تساءل فيها: «هل من اسميته بالمحمد في تغريدتك مقصود به موكلي الشيخ ناصر المحمد»؟ فوقع تساؤله محل استغراب منا!.. اذ ان «المحمد» الذي ذكرناه اسم عام وليس محددا حتى يحاول المحامي ان يجرجر اسم الشيخ ناصر المحمد الصباح ليربطه بتغريدتنا!
ولو اكتفى بهذا التساؤل لكان أنفع لموكله، لكنه أكمل تغريداته.. وليته لم يكمل، فقال: «المفهوم من تغريدتك ان شخصا ما كان مكلفا من موكلي ليعرض عليك مبلغا لشراء ذمتك وضميرك ومواقف الجريدة التي كنت ترأس تحريرها لدعم مواقف موكلي»!.. وهنا الطامة الكبرى.. اذ كيف «فهم» محامي سمو الشيخ ناصر المحمد، أن موكله يعرض الأموال لشراء ضمائر وذمم الآخرين، على الرغم من ان ذلك لم يرد في أي تغريدة لنا؟.. وهل يرى المحامي أن من يقف مع الشيخ ناصر المحمد ويحصل على مقابل مادي، يكون قد باع ذمته أو ضميره؟!
استنباط المحامي هذا ذكرنا بقصة الدب الذي أراد ان يحمي صاحبه النائم من الذبابة التي وقعت على أنفه، فصك وجهه بحجر كبير!
وقد أساء المحامي أيما اساءة لموكله حين عمل «رتويت» لتغريدة من حساب وهمي جاء فيها: «واضح كان يقصد الشيخ ناصر المحمد»!.. واننا نناشد سمو الشيخ ناصر المحمد ان يتجاوز عن زلة محاميه، الذي يبدو أنه لا يدرك ان عمل «رتويت» لتغريدة هو بمنزلة تأييد لما جاء فيها، أوكما يقول المثل الدارج: «يبي يكحلها»..!
وعموما، واكراما لسمو الشيخ ناصر المحمد، سنتجاوز عن تغريدات المحامي الذي أراد ان يبيع الماء في.. حارة السقايين.
٭٭٭
حاولنا ان نفهم سبب «حساسية» دفاع سمو الشيخ ناصر المحمد مما جاء في تغريدتنا، وعدنا الى السيرة الذاتية لسموه نراجعها لعلنا نفهم سبب التهديد والوعيد!
فسموه له ذمة مالية بيضاء، كبياض الثلج الذي يتساقط على بحيرة جنيف.وقد تعرض سموه في مسيرته الحافلة، أثناء رئاسة مجلس الوزراء، لكثير من الاتهامات بأنه «ربما» دفع شيكات بالملايين لنواب مجلس الأمة، ممن يُفترض ان يراقبوا أداءه وأداء حكومته.
وقد وصل الحرج ببعض النواب لدرجة دفعت بشقيق أحدهم للظهور أمام وسائل الاعلام مبررا قضية الشيك، بأنه «ربما كان الشيخ ناصر اشترى من أحدهم شاليهاً أو جاخوراً أو يختاً»!.. لكن الحرج زال وانبلج الصبح بعدما تبين ان شيكا كان لمبرة خيرية، والآخر لأتعاب مكتب محاماة في قضية ورثة، وبقية الشيكات ذهبت لمساعدة حالات انسانية.. ويكفي سمو الشيخ ناصر فخرا أنه وقف في جلسة الاستجواب.. شامخ الرأس.. مهيب الجناب، ورد بحزم على من انتقد صرف شيكات من رئيس السلطة التنفيذية لأعضاء في السلطة التشريعية، فقال لا فض فوه.. «فلوسي وكيفي».
ثم جاءت استقالة الشيخ محمد صباح السالم من منصبه كوزير للخارجية عام 2011، في أعقاب ما أثير عن تحويلات خارجية سرية، تمت بتعليمات شخصية ومباشرة من سمو الشيخ ناصر المحمد، الى بعض العاملين في وزارة الخارجية، دون علم الوزير المختص ودون احاطة ديوان المحاسبة علما بتلك المصروفات.
وتضاربت أقوال أهل العلم آنذاك، فمن قائل إنها أموال عامة، واستغرب كيف تُصرف عن طريق وزارة الخارجية دون علم الوزير المختص، وهو مساءل عنها قانونا؟ في حين ذهب فريق آخر الى أنها من فصيلة «فلوسي وكيفي»، ولذا فهي قد تحمل شبهة غسيل أموال، خصوصا بعدما دخلت في قنوات رسمية وسيادية للدولة، ما أخفى أي تاريخ سابق لها ولمصدرها الحقيقي!
لكن القضية حُفظت في محكمة الوزراء وخرج سمو الشيخ ناصر المحمد منها سليما معافى، كما تخرج الشعرة من العجين.
ولربما اشتهر الشيخ ناصر المحمد بكرمه الخرافي الذي لا يناله الا الغانم من المواطنين، ما دعا بأحد الشعراء للوقوف في بلاطه منشدا أبياتا من الشعر خلدها التاريخ، جاء فيها.. «سلامي يا حاتم الحتمان.. يا شيخ بو كف طائية.. منت بفلنتانٍ وعلان.. وكفك ماهي كف مطوية.. تكرم ايدينك عن البخسان.. والكيلة فيها بالمية.. احضني بحضنك الدفيان.. برِّئ برودتي مو طبيعية.. جيتك وانا شاعر ندمان.. وطمعان بحضن راعيَّه».
لكن هذا لا يعني ان سمو الشيخ ناصر قد يدفع الملايين ليشتري بها ضمائر الناس وذممهم، كما فهم ذلك المحامي (سامحه الله) من تغريدتنا!
ويكفي سمو الشيخ ناصر ثقة بصفاء سريرته ونقاء طويّته، ان الأيام أثبتت صدق نبوءة محاميه في كثير من الأحداث، ابتداء من سحب الجناسي.. وانتهاء بحكم الدستورية الأخير.
بل ان تباشير ما ذكره دفاع الشيخ ناصر المحمد، هو تأييد احدى الصحف له، بتصريحها حول سحب جواز الشيخ أحمد الفهد الدبلوماسي، بأن هذا الاجراء «سيسقط حصانته الدبلوماسية في الخارج، ما سيتيح المجال لرفع قضايا ضده في الدول الخارجية وخاصة في سويسرا وبريطانيا والولايات المتحدة».
ورغم مضي شهرين على هذا التصريح، دون اجراء يُذكر، الا ان الثقة تملؤنا بأن سمو الشيخ ناصر المحمد سيدحض أي شائعات عن مليارات.. أو مؤامرات.. أو شراء ذمم وضمائر، وسيرفع سموه قضايا لرد اعتباره.. ولو بعد حين.
ها نحن استعرضنا تاريخ سموه، فلم نجد فيه ما يدعو دفاعه لاساءة الظن بتغريدتنا.. وندعو الله ألا يكون غاية مقصد دفاع سمو الشيخ ناصر المحمد، حين وعد برفع القضايا في الداخل والخارج، هو ما هددنا به من قضية ضد تغريدة يتيمة.. لأن ردنا عليه حينها سيكون.. «أفا.. هذا اللي قدرت عليه»؟!
٭٭٭
سمردحة: سؤال للمحامي «الشجاع».. ونحن متأكدون أنه يملك الشجاعة الكافية، ليخبرنا باسم الشخص «الذي أشاح شجاعته وماء وجهه عندما وقف أمام القضاء ناكرا»؟
.. وتقبّل منا 12 مليون.. وردة.
د.طارق العلوي