نحن أبعد ما نكون عن العمل السياسي
نائل نعمان
عند الحديث عن ماهية العمل السياسي لابد لنا في البدايه الكلام عن السياسه كتعريف وواقع، فكلمة سياسه جذرها في المعجم “ساس” ومعنى ساس القوم أي دبر شؤونهم المعيشيه اجتماعية كانت ام افتصادديه وحل نزاعاتهم وخطط لمستقبلهم بناء على المتاح من اوضاعهم الراهنه. وتأتي هذه الكلمة في العديد من الاتجاهات كالسياسه الاقتصاديه وسياسة ترشيد الاستهلاك وغيرها، فهي علم وفن بادارة شؤون الناس معتمدة على الحوار والتفاوض واعطاء كل ذي حق حقه دون الاعتماد على القوة. فالسياسي الماهر من يمتلك فن التفاوض والحوار ليحاول ان يصل الى ما يريد او ان يصل الى اقصى ما يستطيع الوصول اليه في سبيل تحقيق الهدف، كما انه يجب ان يكون ملما بالقوانين وملما بمن يحاورهم كي يستطيع تغيير الاوضاع بطريقة سلمية ومؤثره .
يتضح مما سبق ان العمل السياسي هو ترجمة لتعريف السياسه ومن اهم عناصرها
المعرفة بالاحداث ودراسة الظواهر دراسه موضوعية وحياديه بعيدا عن التعصب
الهدف من الدراسه استخراج حلول مقبوله لحل نزاع او نشر فكر يفيد البلد
الصدق في التعامل والامانه في نقل المعلومه ضروريه لكسب ثقة الاطراف فمتى ما خسر السياسي مصداقيته خرج من العمل السياسي
اسلوب الحديث وانتقاء الالفاظ مهم لتصل المعلومه بشكل صحيح ولكي لا تكون مستفزة للغير
ان يكون فطنا ومجتهدا فيعرف الى كيف ستؤول الامور ومن اين تؤكل الكتف وان يعمل بجد دون انقطاع كي يواكب الاحداث ويحللها ويستمع بعمق لقول جميع الاطراف.
ان يهتم بتوعية المجتمع لكي تشارك اكبر شريحه منه بالعمل السياسي ورتفع الحس الوطني
لو طبقنا هذه المعرفه المختصره على الساحة السياسيه في الكويت فماذا سنستنتج؟ العمل السياسي في الكويت ضعيف جدا فمع وجود مساحه للحريه ضمنها الدستور ولا يتمتع بها احد من الدول في العالم الثالث والمنطقه الا اننا اسأنا استغلالها في العمل السياسي ، فالكثيرين من السياسين لا يتمتعون بمصداقية وتراهم يقولون قولا ما يلبثون ان ينقضوه بعد حين وكل الشكر للفيديو الذي يوثق هذه الاحداث، وآخرين ممن يحملون افكار هدامة للمجتمع كالتطرف والتحريض على العنف ، واخرين وظيفتهم تعرية من لا يتفق معهم بالرأي أو أخطأ في فعل ما ، وتويتر مليء بهؤلاء الذين اطلق عليهم لقب الشبيحه فهم يعملون باسماء مستعارة ويتقاضون اموالا بالمقابل، واما اسلوب الحديث وتختيار الالفاظ فحدث ولا حرج ، فمن الجانب الحكومي والنواب والتيارات السياسيه تسمع عبارات يندى لها الجبين من الخجل.
ان الولاءات القبليه والطائفيه والمال السياسي قد قضت تماما على العمل السياسي الذي يخدم الوطن، والدليل على ضعف العمل السياسي هو التفرق في المجتمع السياسي الذي لم يستطع (وربما بمباركة الحكومه) ان يجد ارضية مشتركه يستطيع من خلالها جمع القوى الوطنية على طاولة الحوار الوطني، فقد كانت لي مقالة مؤلفة من 3 حلقات وعنوانها كيف نخرج من عنق الزجاجه وكان من اهمها الحوار الوطني الذي يظهر معدن السياسي الحقيقي واما ما يدور الان هو لعب ولهو ولا يرقى لان يكون عملا سياسيا واين دور المجتمع المدني بتثقيف المجتمع كي يخرج من افقه الضيق المحدود بالقبيله والطائفه والفئه الى رحاب الوطن ككل .
نحن بعيدون كل البعد عن العمل السياسي في الكويت