مقالات

نفوس فاجرة

أتضايق جدا و(يكش شعر ينبي) ويرتفع ضغطي اذا قرأت عن موظف كويتي قَبِل على نفسه ان يأخذ رشوة لكي يخون وطنه وشعبه، مهما كان نوع تلك الخيانة، غض البصر عن شحنة مخدرات أو ملوثات عقلية، أو تمرير أوراق ومعاملات فيها مخالفات ضارة، أو ادخال أشخاص ممنوعين من دخول البلاد أو اخراجهم منها، أو تسريب مجرمين من الحجز والتوقيف، أو التوسط لمجرمين فاسدين، أو التعامي عن ممارسات تضر بالصحة العامة أو أو أو! يضايقني أكثر اذا كانت قيمة الرشوة زهيدة حقيرة، ومع ذلك قبلها الشخص بسرور، ورضي ان ينزل نفسه الى ذلك المستوى من الوضاعة والدناءة والحقارة، ولا أقصد بكلامي هذا ان تُقبل الرشوة اذا كانت دسمة وكبيرة، فالأمر في الحالتين لا يمكن ان يكون الا خلقا فاسدا، فمن ناحية هو حرام بيّن، ومن ناحية أخرى هو خيانة للوطن وأهله، وما أقصده هو تلك الاهانة للنفس، وانزالها ذلك المنزَل الواطي والمزري، بدلا من رفعها واكرامها بمعاني الشرف والنزاهة والأمانة والعفة.تلك الممارسات التي استجدت على مجتمعنا من أقوام لا يجدون بأسا في ممارستها، وأصبحت لا يتورع عنها كثيرون، يجب اعتبارها جرائم خيانة للوطن، وقضايا افساد في الأرض، وعليه فالمواطن الكويتي الذي يستغل وظيفته للاضرار بالكويت وأهلها من أجل مكاسب مادية، ومصالح شخصية، يجب ان توجه له تلك التهمة، فكل موظف كويتي يدخل في تشكيل عصابي عربي أو آسيوي من أجل الحصول على أموال حرام باستخدام التزوير أو الرشوة أو التهريب أو الغش وغيرها من جرائم تضرّ بالأمن الأخلاقي في البلد يعتبر خائنا، ويستحق عقوبات قاسية ورادعة.للأسف ان الجرائم من تلك النوعية كثرت جدا في الكويت، ومنها قصة موظف البلدية وعصابته المتخصصون بتزوير شهادات لائق طبيا لعمال المطاعم والفنادق وغيرها، حيث نجحوا في استخراج آلاف الشهادات المزورة، حصلوا منها على مئات آلاف الدنانير على اعتبار كل شهادة تتكلف ما بين 200-150 دينار، من دون اهتمام بأثر ذلك على صحة الناس وسلامتهم.المواطن الخائن لوطنه أقل ما يقال فيه إنه مواطن غير محترم، ولا يستحق الرحمة، وعقوبته هو وكل خائن لوطنه يجب ألا تكون أقل من قاسية.عقوبة الخائن لأهله ووطنه يجب ان تتناسب مع الجرم المرتكب، ولو كانت العقوبات مشددة منذ أول جريمة ارتكبت لارتدع الناس ولخافوا، ولما وجدنا ذلك الارتفاع المطرد في نسب الجريمة، وفي أعداد مرتكبيها، ولما وجدنا بلدنا تقبع في مراتب متأخرة على سلم الفساد.ما يحدث في الكويت على يد بعض أبنائها لا يجب تمريره بالساهل، والرحمة أحيانا لا تنفع، فغلظوا العقوبة جزاكم الله خيرا لأن فيه أوادم (تخاف ما تختشيش).

عزيزة المفرج
almufarej@alwatan.com.kw

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.