مقالات

شكرا جزيلا إسلام

بذكاء شديد، وبوعي يحسد عليه، وبفهم واضح للآيات، وبربط ذكي بينها على امتداد سور القرآن الكريم، عمل التنويري اسلام بحيري في برنامجه على قناة القاهرة والناس، ولايزال، ما لم يعمله عشرات الآلاف من شيوخ الدين ممن درسوا الشريعة في المعاهد والجامعات الاسلامية من جماعة copy paste، واستطاع بخطوات حثيثة ان ينفض عن ديننا الحنيف بعض ما علق بثوبه من شوائب بسبب ناس لم يفهموا آياته بشكل صحيح، أو عجزوا عن فعل ذلك، واكتفوا بالتفاسير التي جاء بها السابقون.تبين لنا من متابعة حلقات برنامجه ان كثيرا من أتباع التابعين، ومن جاء بعدهم حتى يومنا هذا، لم يفعلوا أكثر من حفظ وتكرار ما ورد في كتب السابقين دون البحث والتمحيص والتفكر وتطبيق المنطق، ومن تابع برنامجه منذ البداية سيعرف كم التخاريف التي ملأ بها البعض ديننا الاسلامي الى ان وصل الى هذه الدرجة من التشويه التي أخرجت لنا القاعدة، وداعش، والنصرة، وبيت المقدس، وأجناد مصر، وبقية شلة الجزارين.هذا البرنامج في رأيي يمكن ان يساعد الحكومات العربية في جهودها لمناصحة الارهابيين والتكفيريين والمتطرفين، واعادتهم الى سبيل الرشاد والحقّ، ليكونوا مواطنين صالحين، منتجين، ويكونون عونا لبلدهم بدلا من ان يكونوا شرا عليها.الدور التنويري الذي يقوم فيه اسلام قد ينقذ أرواحا بريئة تقتل كل يوم في سورية والعراق ومصر وليبيا واليمن والصومال وباكستان وغيرها، بسبب فهم سقيم للاسلام وتعاليمه، من بشر تأبى ان تستخدم العقل الذي رزقها الله به، وترضى لنفسها بأن تقاد كالبهائم والأنعام بواسطة غيرها من الناس، متناسية ان كل آية، في كل سورة من سور القرآن الكريم، نزلت على كل مسلم فينا، ولم تخصص لفئة معينة منا فقط، والا لما أمرنا جميعا بقراءة القرآن والتفكر فيه، وتدبّر آياته.كلام اسلام بحيري يخاطب العقل فهو يتحدث بشكل علمي يستخدم فيه التحليل والمقارنة والاستدلال الا ان عاطفة البعض أعمت عيونهم، وأضلّت عقولهم، وجعلتهم يرفعون شعار المعارضة الشديدة له، مع اتهامه بالكفر، والزندقة، والخروج عن ملة الاسلام، وما أسرعها من تهمة تصيب كل من يتجرأ على توجيه النقد لكتب وضعها علماء دين غير معصومين، يخطئون كما يصيبون، مثل أي انسان خلقه الله تعالى.اسلام، من خلال برنامجه، يوضح عظمة ديننا الحنيف وانسانيته، ويظهر مدى رأفة الله بعباده، الذي ما أرسل رسوله محمدا صلى الله عليه وسلم الا رحمة للعالمين، وهو ما لا يرضى عنه أتباع بعض شيوخ التكفير الذين لا يرون في الاسلام الا ذبح الآخر المختلف، وسبي نسائه، وسرقة أمواله، متجاهلا قوله تعالى: وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا، ان أكرمكم عند الله أتقاكم.ديننا أصابه من التشويه الكثير، وتحول عند البعض الى القتل والذبح والسبي، بالتالي علينا ان نشكر اسلام بحيري أنه أخذ على عاتقه تصحيح مفهوم البعض عن الاسلام وما كان عليه أيام رسولنا الكريم، دين رحمة وموعظة حسنة، نزل ليتمم مكارم الأخلاق، عنوانه {وقل الحق من ربكم فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر…} إلى آخر الآية.

عزيزة المفرج
almufarej@alwatan.com.kw

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.