مجلة العربي وأحلام
ثمة فضائيات صنعت شهرة بعض الدول، ولكن مجلة العربي صنعت شهرة الكويت، ومن دون مقابل، لان الكويت كانت تطمح الى بناء الانسان العربي المستقبلي بالمعرفة، الكويت راهنت على المعرفة واستثمرت في معرفة العرب من دون مقابل.
مجلة العربي التي كانت تصدرها الكويت كانت تصدرها بالخسارة، حين كانت تكلفها المجلة الواحدة 3 دولارات وتبيعها بدولار واحد فقط، هذا اعتراف لابد ان نعترف به، وسلاح المعرفة هو السلاح الذي رفعته الكويت.
حين يقول هذا الكلام الرائع بحق الكويت انسان عادي نفرح ونسعد به، ولكن ان تقوله كاتبة غير عادية مثل احلام مستغانمي، فهذا يثير بداخلنا الغبطة والزهو والاحباط في الوقت نفسه.
فعلا مجلة العربي ايام عزها كانت معلما كويتيا دخل كل بيت عربي، الفقير قبل الغني، وكانت تنتظره جموع القارئين بكل شغف لتشتريها بابخس الاسعار، تقرأها وتنهل منها العلم والمعرفة، فما من كاتب او اديب او مثقف الا وذكر مجلة العربي التي فتحت افقه وأشبعت غليل معرفته.
هذه المجلة تحمل وراءها عقولاً نيرة، بدءا من فكرتها الى من دعم مشروعها ومن قام بتأسيسها، ومن قام بوضع هيكلها، ومن زودها بالمعلومات، ومن عمل فيها بدءا من رئاسة التحرير الى اقل عامل.
مجلة العربي تستحق ان يقام لها صرح في مكان عام يزوره كل من تطأ قدمه ارض الكويت، ليعرف رسالة الكويت منذ عشرات السنين لشعوب العالم العربي كله من شرقه الى غربه، وكيف اثرت هذه الفكرة في ثقافة شعب، حين كانت الكلمة تكتب وترسل جوا وبحرا وبرا، ليقرأها الجميع.
ما ارقى فكرنا الذي كان! وما اوسع افقنا! وما احلانا عندما كنا لا نفكر الا فيما يفيدنا ويفيد غيرنا! قبل ان نتطاحن فيما بيننا ونثير الكره والحقد والكراهية فيما بيننا، حين كانت الكويت قبلة العلم والانفتاح والتطور، وحين كنا كل الكويتيين محبين ومتسامحين من دون اي شروط.
المحن تخلق من الضعيف قويا، والدلال يحول القوي هزيلا تافها، وبعد المحن التي مررنا بها والدلال الذي نعمنا به، حان الوقت لان نعدل ما اعوج ونصحح ما انكسر، وأنا كلي ثقة اننا قادرون على ذلك وبكل اصرار، شرط اصرار الحكومة اولا.
اللهم اعدنا الى ما كنا عليه، واعد بلدنا كما كان عليه، واعنا على كل الصعاب التي قد تحول دون ذلك، انك مجيب الدعاء.
اقبال الأحمد
Iqbalalahmed0@yahoo.com
Iqbalalahmed0@gmail.com